كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد مدني صالح، والأقرب أنه متصل؛ فإن كانت وفاة محمد بن كعب القرظي المدني سنة عشرين ومائة، وولادته سنة أربعين [على ما رجح ابن حجر في التقريب (٥٦١)]، فإنه يكون قد أدرك ثلاثة وثلاثين عامًا من حياة عبد الله بن عمر، والذي توفي سنة ثلاث وسبعين، في آخرها أو أول التي تليها [على ما رجحٍ ابن حجر في التقريب (٣٣١)]؛ فالدلائل تدل على أنه سمع ابن عمر، حيث أدركه إدراكًا بينًا، مع كونه بلديًا له، وقد قال البخاري في ترجمة القرظي من التاريخ الكبير (١/ ٢١٦): "سمع ابن عباس وزيد بن أرقم"، ثم قال البخاري: "حدثني ابن أبي الأسود [عبد الله بن محمد بن أبي الأسود: ثقة حافظ]: حدثنا حميد بن الأسود [بصري، ليس به بأس. التهذيب (١/ ٤٩٢)، الميزان (١/ ٦٠٩)]؛ عن قدامة بن موسى [الجمحي المدني، وهو: ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة، من الخامسة. الجرح والتعديل (٧/ ١٢٨)، التهذيب (٣/ ٤٣٤)]؛ عن عبد الله بن إسحاق [ذكره ابن حبان في الثقات، ولم يترجموا له بغير هذا الإسناد. التاريخ الكبير (٥/ ٤٣)، الجرح والتعديل (٥/ ٤)، الثقات (١٢/ ٧)، الثقات لابن قطلوبغا (٥/ ٤٨٢)]؛ عن محمد بن كعب القرظي: رأيت ابن عمر بقباء، فقلت: ما جاء بك؟ ".
وقال أيضًا في التاريخ الكبير (٥/ ٤٣): "عبد الله بن إسحاق، عن محمد بن كعب القرظي، سمع ابن عمر، قوله. قاله ابن أبي الأسود، عن حميد، عن قدامة بن موسى".
وقد توفي ابن عباس سنة (٦٨)، وتوفي زيد بن أرقم سنة (٦٦) أو (٦٨)، يعني قبل وفاة عبد الله بن عمر بما يقرب من خمس سنوات، وعليه فإن سماع محمد بن كعب القرظي من ابن عمر غير مستبعد، والله أعلم.
• وله إسناد آخر عن ابن عمر قوله؛ وفي سنده انقطاع [أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٣٨٠/ ٦٠٢٨)].
٦ - حديث أبي أمامة:
رواه علي بن سعيد الرازي [حافظ، رحال، جوال؛ إلا أنهم تكلموا في حفظه، وتفرد بأحاديث لم يتابع عليها. اللسان (٥/ ٥٤٢)، فضل الرحيم الودود (٥/ ٥١٦/ ٤٩٦)]: ثنا جبارة بن مغلس: ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن محمد بن جحادة [ثقة]؛ عن يحيى بن الحارث الدمشقي، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية كتب له قنوت ليلة، ومن قرأ مئتي آية كتب من القانتين، ومن قرأ أربعمائة آية كتب من العابدين، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من الحافظين، ومن قرأ ستمائة آية كتب من الخاشعين، ومن قرأ ثمانمائة آية كتب من المخبتين، ومن قرأ ألف آية أصبح له قنطار، والقنطار ألف ومئتا أوقية، الأوقية خير مما بين السماء والأرض -أو قال: مما طلعت عليه الشمس- ومن قرأ ألفي آية كان من الموجبين".

الصفحة 462