كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

تنبيه: وقع في مشيخة قاضي المارستان: ابن أبي ليلى، بدل: فطر بن خليفة، ولعل الوهم فيه من محمد بن إسماعيل بن العباس أبي بكر الوراق، وهو: ثقة، فيه تساهل، ضاعت كتبه، فحدث من غير أصل، وكان فيه لين في الرواية [تاريخ بغداد (٢/ ٣٨٨ - ط الغرب)، السير (١٦/ ٣٨٨)، تاريخ الإسلام (٨/ ٤٥٧ - ط الغرب)، اللسان (٦/ ٥٧٣)، الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ١٨٧)].
قال ابن عدي: "وهذا الحديث أيضًا بهذا الإسناد لا أعرفه إلا عن أبي إسماعيل المؤدب، وعنه الربيع بن ثعلب، وأبو إسماعيل المؤدب لم أجد في ضعفه إلا ما حكاه معاوية بن صالح عن يحيى، وهو عندي حسن الحديث، ليس كما رواه معاوية بن صالح عن يحيى، وله أحاديث كثيرة غرائب حسان، وتدل على أن أبا إسماعيل من أهل الصدق، وهو ممن يكتب حديثه".
وقال البيهقي: "رواه ابن المبارك في الرقاق، عن فطر بإسناده موقوفًا على ابن عباس، قال: ما منع أحدكم إذا رجع عن سوقه أو من حاجته إلى أهله أن يقرأ القرآن فيكون له بكل حرف عشر حسنات. وهذا هو الصحيح".
قلت: هكذا أبان البيهقي عن علته، وكيف وهم في رفعه أبو إسماعيل المؤدب، فاين هو من عبد الله بن المبارك الذي فاق أقرانه إمامة وعلمًا وورعًا وزهدًا وحفظًا وضبطًا؟!.
ثم إن ابن المبارك [على جلالته وضبطه وإتقانه] لم ينفرد به، بل تابعه على وقفه أيضًا: أبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت].
* رواه ابن المبارك في الزهد (٨٠٧)، قال: أخبرنا فطر، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه، أو من حاجته إلى أهله؛ أن يقرأ القرآن فيكون له بكل حرف عشر حسنات.
• ورواه أبو نعيم: حدثنا فطر، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه أو من حاجته -فاتكأ على فراشه-؟ أن يقرأ [ثلاث] آيات من القرآن؛ فإن الله عزَّ وجلَّ يكتب له بكل اسم عشر حسنات.
أخرجه الدارمي (٣٦٥٥ - ط البشائر)، وأبو علي الرفاء في الثاني من فوائده (٢٤٠). [الإتحاف (٨/ ٧٦/ ٨٩٤٢)].
وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد رجاله ثقات، لكن في سماع الحكم من مقسم كلام للأئمة: فقد روى علي بن المديني، قال: "سمعت يحيى، يقول: كان شعبة يقول: أحاديث الحكم عن مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث، قلت ليحيى: عدها شعبة؟ قال: نعم، قلت ليحى: ما هي؟ قال: حديث الوتر، وحديث القنوت، وحديث عزيمة الطلاق، وجزاء مثل ما قتل من النعم، والرجل يأتي امرأته وهي حائض، قال يحيى: والحجامة للصائم: ليس بصحيح".

الصفحة 465