كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

آية كتب من القانتين، ومن قرأ أربعمائة آية أصبح وله قنطار من الأجر، القنطار مائة مثقال، المثقال عشرون قيراطًا، القيراط مثل أحد".
أخرجه ابن عدي في الكامل (٢/ ٣٨٧) (٤/ ٧٦ - ط الرشد)، والدارقطني في الأفراد (١/ ٤٨٩/ ٢٧٥٤ - أطرافه)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (١٩٩)، والبيهقي في الشعب (٤/ ٣٢٢/ ٢٠٠٨)، والخطيب في تاريخ بغداد (٩/ ٨٨ - ط الغرب)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ١٠٤/ ١٥٠).
قال ابن عدي في ترجمة حفص بن عمر بن حكيم: "حدث عن عمرو بن قيس الملائي عن عطاء عن ابن عباس: أحاديث بواطيل"، ثم قال بعد أن أخرج له ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد، وهذا منها: "وهذه الأحاديث بهذا الإسناد مناكير؛ لا يرويها إلا حفص بن عمر بن حكيم هذا، وهو مجهول، ولا أعلم أحدًا روى عنه غير علي بن حرب، ولا أعرف له أحاديث غير هذا".
وقال الدارقطني: "تفرد به: علي بن حرب عن حفص بن عمر عن عمرو بن قيس".
قلت: هذا حديث باطل؛ تفرد به عن عمرو بن قيس الملائي الثقة الثبت: حفص بن عمر بن حكيم، وهو: مجهول، كما قال ابن عدي والبيهقي، وقد حدث عن عمرو بن قيس الملائي عن عطاء عن ابن عباس: أحاديث بواطيل، وهذا منها [اللسان (٣/ ٢٣٠)].
٩ - حديث أنس بن مالك:
روى ابن وهب [ثقة حافظ]؛ ويحيى بن أيوب [الغافقي المصري: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيرًا، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه، [وعنه: سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وهو: ثقة ثبت فقيه، وهو مكثر عن يحيى]:
قال ابن وهب: أخبرني أبو صخر [وقال يحيى: عن حميد بن صخر]؛ أن يريد الرقاشي حدثه؛ أنه سمع أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قرأ في كل ليلة عشرين آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي أية لم يحاجه القرآن يوم القيامة، ومن قرأ خمسمائة آية كتب له قنطار من الأجر". لفظ ابن وهب، ولفظ يحيى مثله" إلا أنه قال في أوله: "من قرأ أربعين آية في ليلة لم يكتب من الغافلين".
فأخبر بها ابن قسيط، فقال: ما زلت أسمع هذا من أشياخنا منذ ثلاث.
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٦٩٨)، والبيهقي في الشعب (٤/ ٣٢٣/ ٢٠١٠).
قلت: شيخ ابن وهب، هو: أبو صخر حميد بن زياد المدني: صدوق، يحتج به، الأصل في أحاديثه الاستقامة، إلا ما انتُقِد عليه مما أنكره عليه الأئمة، أو مما تبين لنا فيه خطؤه، لذا فإنا نطَّرِح من روايته ما أنكره عليه الأئمة، ونقبل منه ونحتج به فيما سوى ذلك [راجع ترجمته مفصلة في فضل الرحيم الودود (١٤/ ٣١٥/ ١١٢٨٩].

الصفحة 467