كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

فإن قيل: فإنه من رواية عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش، وروايته عنه مضطربة [انظر: التهذيب (٢/ ٢٥٠)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٨٨)، الميزان (٢/ ٣٥٧)]، فيقال: إنما عابوا عليه أنه كان يُختلف عليه في حديث زر وأبي وائل شقيق بن سلمة، أو كان يشك فيه، وهذا الحديث لم يختلف عليه في إسناده بين زر وأبي وائل، والله أعلم.
ب- ورواه عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، قال: مات رجل فجاءته ملائكة العذاب فجلسوا عند رأسه، فقال: لا سبيل لكم عليه قد كان يقرأ فى سورة الملك، فجلسوا عند رجليه، فقال: لا سبيل لكم إنه كان يقوم علينا يقرأ سورة الملك، فجلسوا عند بطنه، فقال: لا سبيل لكم إنه قد وعى فيَّ سورة الملك، فسميت المانعة.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٣٧٨/ ٦٠٢٤)، ومن طريقه: الطبراني في الكبير (٩/ ١٣١/ ٨٦٥٠)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (٩٥٦).
قلت: معمر بن راشد: ثقة، وهو ثبت في الزهري وابن طاووس، إلا أنه كان يضعَّف حديثه عن أهل الكوفة والبصرة، ولم يكن من أصحاب أبي إسحاق السبيعي المقدَّمين فيه، ولا من قدماء أصحابه، وله عنه أوهام.
فهو غريب من حديث أبي إسحاق السبيعي، والله أعلم.
ج- ورواه وهب بن جرير: نا أبي، قال: سمعت الأعمش، يحدث عن عمرو بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله، قال: جادلت سورة تبارك عن صاحبها حتى أدخلته الجنة.
أخرجه البيهقي في إثبات عذاب القبر (١٤٨)، وفي الشعب (٤/ ٥٤٤/ ٢٢٧٨).
قلت: هذا إسناد حسن غريب؛ وهب بن جرير: ثقة، وقد يهم على أبيه [انظر: الحديث المتقدم برقم (٣٣٤)، سؤالات الآجري (١٣٣٥)]، وجرير بن حازم: بصري ثقة، من السادسة، وقد يهم على الأعمش [وانظر في أوهامه على الأعمش ما تقدم تحت الحديث رقم (٥٨٤)].
وعليه: فهو موقوف على ابن مسعود بإسناد حسن غريب، وله حكم الرفع.
• ولا يقال: قد خالفه: أبو معاوية [ثقة، من أثبت الناس في الأعمش]، فرواه عن الأعمش عن عمرو بن مرة مقطوعًا عليه قوله، لم يذكر فوقه أحدًا.
رواه أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، قال: إذا دخل الإنسان قبره، جاءت نار من عند رأسه، فيجيء القرآن فيمنعها فتجيء من عند رجله، فيجيء القرآن فيمنعها، فتجيء عن يمينه، فيجيء القرآن فيمنعها، فتجيء عن شماله، فيجيء القرآن فيمنعها، قال: فتقول: ما لي ولك، فو الله ما كان يعمل بك؟ قال: فيقول: أليس قد كنت في جوفه، فلا يزال بها حتى ينجي صاحبه.
أخرجه أبو الفضل الرازي في فضائل القرآن (١١٩)، قال: أنا محمد بن القاسم الفارسي [من طبقة أبي عبد الله الحاكم، ومن أصحاب أبي العباس الأصم، وله تصانيف مشهورة، وهو: فقيه أصولي مفسر، سمع الكثير، وجمع الأبواب. الأنساب (٤/ ٤٨)،

الصفحة 492