كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

قال: قال رجل مَن خزاعة. ما فيها من الأجر يا رسول الله؟ فقال -عليه السلام-: "لا يقرؤها منافق أبداً، ولا عبد في قلبه شك في الله، والله! إن الملائكة المقربين ليقرؤونها مذ خلق السماوات والأرض ما يفترون من قواءتها، وما من عبد يقرؤها بالليل إلا بعث الله تعالى ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه، ويدعون الله له بالمغفرة والرحمة، فإن قرأها بنهار أعطي عليها من الثواب مثل ما أضاء عليه النهار وأظلم عليه الليل".
قال: فقال رجل من قيس عيلان: زدنا من هذا الحديث فداك أبي وأمي يا رسول الله، قال: فقال -عليه السلام-: "تعموا {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢)}، وتعموا {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١)}، وتعلموا {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١)}، وتعلموا {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١)}، وتعلموا {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١)}، فإنكم لو تعلمون ما فيهن لعطلتم ما أنتم فيه، وتعلمتموهن، وتقربوا إلى الله بهن، فإن الله يغفر بهن كل ذنب إلا الشرك بالله، واعلموا أن {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تجادل عن صاحبها يوم القيامة، وتستغفر له من الذنوب".
أخرجه جعفر المستغفري في فضائل القرآن (٩٥٢ و ١٠٠٦) [باللفظين]. وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (١٠/ ٢٥٩)، وأبو الحسن الواحدي في تفسيره الوسيط (٤/ ٥٣٨/ ١٤١٨) مطولاً.
قال المستغفري: "هذا حديث منكر من حديث مالك عن يحيى بن سعيد، ما كتبناه إلا من هذا الوجه".
قلت: هو حديث باطل موضوع؛ تفرد به عن مالك بن أنس بهذا الإسناد: إسحاق بن بشر أبو يعقوب الكاهلي الكوفي، وهو: كذاب، في عداد من يضع الحديث [انظر: اللسان (٢/ ٤٦)].
• ولا أستبعد أن يكون قد سرقه منه: الهيثم بن خالد الخشاب [واهٍ، يروي الأباطيل. انظر: التكميل في الجرح والتعديل (٢/ ٤٣)، التهذيب (٤/ ٢٩٦)، اللسان (٨/ ٣٥٥)]، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكر نحوه مختصراً.
أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (١٩٠)، والخطيب في الرواة عن مالك (٨/ ٣٥٦ - اللسان).
قال محمد بن عبد الله بن نمير بعد هذا الحديث عن الخشاب: "هذا قد كفانا مؤنته فلا تعُد إليه"، قاله لمطين.
قال الخطيب: "يعني: أن رواية مثل هذا الحديث يبين حال راويه؛ لأنه حديث باطل، لا أصل له".
وقال الذهبي: "يعني: لأنه روى الباطل" [الميزان (٤/ ٣٢٢)].
قلت: هو حديث باطل؛ كسابقه.
• وهذا الحديث: إنما يرويه عبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو مصعب الزهري،

الصفحة 496