كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

وعبد الرحمن بن القاسم، ويحيى بن يحيى الليثي، وقتيبة بن سعيد، وسويد بن سعيد الحدثاني:
عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره؛ أن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} ثلث القرآن، وأن {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تجادل عن صاحبها.
هكذا مقطوعًا على حميد قوله، وهو الصواب.
أخرجه مالك في الموطأ (٥٥٩ - رواية يحيى الليثي) (١٣٧ - رواية القعنبي) (٢٥٨ - رواية أبي مصعب) (٩٦ - رواية سويد بن سعيد)، ومن طريقه: النسائي في الكبرى (٩/ ٢٥٨/ ١٠٤٦٦)، وجعفر الفريابي في فضائل القرآن (٣٠)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (٩٥٩). [التحفة (١٢/ ٢٠٧/ ١٨٣٥٤)، المسند المصنف (٤٠/ ٥٨٤/ ١٩٤٥٨)].
قال ابن عبد البر في التمهيد (٧/ ٢٥٢): "لا يجوز أن يكون مثله رأيًا"، ثم قال: "أدخلنا هذا في كتابنا؛ لأن مثله لا يقال من جهة الرأي، ولا بد أن يكون ثوقيفًا لأن هذا لا يدرك بنظر، وإنما فيه التسليم، مع أنه قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه".
قلت: قد ثبت معناه من حديث أبي هريرة وابن مسعود وأنس بن مالك.
• وتابع مالكًا على ذلك: معمر بن راشد [ثقة، ثبت في الزهري]، فرواه عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} تعدل ثلث القرآن.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٣٧١/ ٦٠٠٤). [المسند المصنف (٤٠/ ٥٨٤/ ١٩٤٥٨)].
• ورواه عثمان بن صالح: أنا ابن وهب: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تجادل عن صاحبها يوم القيامة".
أخرجه أبو الحسن الواحدي في تفسيره الوسيط (٤/ ٣٢٥/ ١٢١٩).
قلت: إن كان ثابتًا من حديث ابن وهب عن يونس بن يزيد؛ فقد وهم في رفعه عثمان بن صالح؛ وهو في الأصل صدوق؛ لكن قال أبو زرعة: "لم يكن عندي عثمان ممن يكذب، ولكنه كان يكتب الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا، فبلوا به" [راجع ترجمته تحت الحديث السابق قريبًا برقم (١٣٩٨)، الشاهد التاسع، حديث أنس].
° وقد سئل أبو زرعة عن حديث ابن أخي الزهري، عن عمه ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}؟ فقال: "تعدل ثلث القرآن"؟
فقال أبو زرعة: "يروي مالك هذا الحديث عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن؛ أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ورواه محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، موقوف" [علل ابن أبي حاتم (٤/ ١٧٢٨/٦٧٦)].

الصفحة 497