كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

• وخالفه: يونس بن بكير [كوفي صدوق، تكلم الناس فيه، صاحب غرائب]، فرواه عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع به مرفوعًا.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٧٤/ ٥٨٣٣).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة؛ إلا إبراهيم بن إسماعيل، ولا عن إبراهيم إلا يونس بن بكير، تفرد به: عبيد بن يعيش، ورواه ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن حميد، عن أمه أم كلثوم".
قلت: كل ذلك وهمٌ؛ والصواب: ما رواه مالك ومعمر، عن الزهري، عن حميد قوله، مقطوعًا عليه.
° قال الدارقطني في العلل (١٠/ ٢٥٥/ ١٩٩٤) و (١٥/ ٦٣٠/ ٤٠٦٣)، لما سئل عن هذا الحديث: "يرويه الزهري، واختلف عنه؛
فرواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن الزهري، عن حميد، عن أبي هريرة.
وخالفه ابن أخي الزهري، فرواه عن الزهري، عن حميد، عن أمه، أم كلثوم.
ورواه مالك، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، من قوله.
وقول مالك أشبه بالصواب".
° ولعله يأتي تفصيل الكلام عن طرق حديث الزهري في فضل سورة الصمد، عند الحديث الآتي برقم (١٤٦١).
• وقد ثبت نحو ذلك أيضأ مقطوعًا على الزهري قوله:
فقد أخرج البيهقي في الشعب (٤/ ٥٤٧/ ٢٢٨١)، بإسناد صحيح إلى: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ: حدثني أبي: حدثني سعيد بن أبي أيوب: حدثني أبو عقيل زُهرة بن معبد [تابعي ثقة، من الطبقة الرابعة]؛ أن ابن شهاب كان يقرأ في صلاة الصبح: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}، وفي الآخر: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، فقلت: أتقرأ هذه السورة الطويلة مع هذه السورة القصيرة؟ قال ابن شهاب: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} ثلثُ القرآن، وإن تبارك تخاصم لصاحبها في القبر.
وهذا مقطوع على الزهري قوله، بإسناد صحيح، ومثله لا يقال من قبل الرأي.
• وقد روي نحو ذلك أيضًا مقطوعًا على خالد بن معدان [أخرجه الدارمي (٣٧٣٢ - ط البشائر)] [الإتحاف (١٨/ ٥٥٢/ ٢٤١٧٠)].
• ومن وجوه الوهم فيه على الزهوي أيضًا:
ما أخرجه جعفر المستغفري في فضائل القرآن (٩٦٠)، وأبو عثمان البحيري في السادس من فوائده (٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦/ ٤٦).
من طريق: خلف بن عبد الحميد: حدثنا الفرات بن السائب، عن الزهري، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن رجلًا ممن قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب الله

الصفحة 499