كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

وفي رواية: ... فاحمر وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم بينهم"، قال: ثم أسرَّ إلى علي شيئًا، فقال لنا علي: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم.
أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند (١/ ١٠٥/ ٨٣٢)، والبزار (٢/ ٩٩/ ٤٤٩)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٢٣/ ١)، وابن حبان (٣/ ٢١/ ٧٤٦) (٢/ ١٦٦/ ١١٠٧ - التقاسيم والأنواع)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (٤٣٩)، وأبو عمرو الداني في البيان في عد آي القرآن (٣٨)، والضياء في المختارة (٢/ ٢٣٦/ ٦١٥) و (٢/ ٢٣٧/ ٦١٦ و ٦١٧). [الإتحاف (١٠/ ١٩٠/ ١٢٥٥٣) و (١١/ ٥١٧/ ١٤٥٤٥)، المسند المصنف (١٩/ ٣١/ ٨٧٣٠)].
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة".
وقال البزار: "وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود. وأعلى من رواه عن عاصم: الأعمش، ولا نعلم رواه عن الأعمش إلا يحيى بن سعيد الأموي".
وقال ابن عبد البر بعد أن ذكره من طريق شيبان: "وكذلك رواه الأعمش وأبو بكر بن عياش وإسرائيل وحماد بن سلمة وأبان العطار عن عاصم بإسناده".
خالف هذا الجمع من أصحاب عاصم بن أبي النجود: همام بن يحيى [بصري، ثقة]، فرواه عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: سمعت رجلًا يقرأ حم الثلاثين -يعني: الأحقاف- فقرأ حرفًا، وقرأ رجل آخر حرفًا، لم يقرأه صاحبه، وقرأت أحرفًا، فلم يقرأها صاحبي، فانطلقنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرناه، فقال: "لا تختلفوا، فإنما هلك من كان قبلكم باختلافهم"، ثم قال: "انظروا أقرأكم رجلًا، فخذوا بقراءته".
أخرجه أحمد (١/ ٤٠١/ ٣٨٠٣). [الإتحاف (١٠/ ٢٥٨/ ١٢٦٩٩)، المسند المصنف (١٩/ ٣٤/ ٨٧٣١)].
قلت: وهذا حديث شاذ؛ وهم همام بن يحيى في إسناده ومتنه، حيث جعله عن أبي واثل، وإنما هو: عن زر بن حبيش، وزاد هذه الجملة في آخره.
° قال الدارقطني في العلل (٣/ ٧١/ ٢٩٥): "هو حديث يرويه عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله.
واختلف عن عاصم:
فرواه سليمان الأعمش، وأبو خالد الدالاني، وشيبان النحوي، وإسرائيل بن يونس، وأبو بكر بن عياش، وسلام أبو المنذر، وحماد بن سلمة، وأبان بن يزيد العطار، وأبو عوانة، وعمرو بن أبي قيس، فاتفقوا: عن عاصم، عن زر، عن عبد الله.
وخالفهم همام بن يحيى، فرواه عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله.

الصفحة 503