كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

والحاصل: فإن هذا الحديث إنما يرويه عبيد الله بن عمر العمري، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة - رضي الله عنهما -، لا يرويه عن عمرة.
• وقد سلك فيه الجادة أحد المتروكين: خالد بن إلياس؛ أخرجه البزار (١٥/ ١٣٤/ ٨٤٤٣)، والقضاعي في مسند الشهاب (١٣٠٢).
٢ - ورواه ابن أبي فديك، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة - رضي الله عنهما؛ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له حصير، يبسطه بالنهار، ويحتجره بالليل، فثاب إليه ناس، فصلوا وراءه.
أخرجه البخاري (٧٣٠) (٧٣٩ - ط التأصيل) [التحفة (١١/ ٧٧٧/ ١٧٧٢٠)، المسند المصنف (٣٧/ ٢٦٥/ ١٧٨٧٨)].
• هكذا رواه ابن أبي ذئب [ثقة، أثبت الناس في سعيد المقبري]، وعبيد الله بن عمر العمري [ثقة ثبت]، ومحمد بن عجلان [ثقة وقد حفظه عن المقبري]:
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة - رضي الله عنهما - مرفوعاً.
• وخالفهم فسلك فيه الجادة، ووهم في إسناده ومتنه:
أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي [ضعيف، كان لا يحفظ الأسانيد، روى عن المقبري أحاديث منكرة] [واللفظ له]، وعبد الله بن عمر العمري [ليس بالقوي]:
روياه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - حصير يفرشه بالنهار، فإذا كان الليل حجره في المسجد، ليصلي عليها، قال: فتتبع له رجال، فصلوا بصلاته، فانصرف ليلة وقد كثروا وراءه، فقال: "أيها الناس، عليكم بما تطيقون من الأعمال، فإن الله - عَزَّ وَجَلَّ - لا يمل حتى تملوا، وإن خير الأعمال ما دووم عليها وإن قل"، ثم قال: "ما منعني من أن أصلي هاهنا، إلا أني أخشى أن ينزل علي شيء لا تطيقونه". لفظ أبي معشر.
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (١/ ٤٦٣/ ١٧٢)، والقضاعي في مسند الشهاب (٧٥٨ و ١٣٠٤).
قال الدارقطني في العلل (٤ ١/ ٢٩٥/ ٣٦٣٧): "يرويه سعيد المقبري، واختلف عنه؛
فرواه ابن عجلان، وعبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي سلمة، عن عائشة.
وخالفهم عبد الله بن عمر العمري، وأبو معشر، فروياه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وحديث أبي سلمة، عن عائشة: هو الصواب".
٣ - وروى محمد بن عرعرة [ثقة]، وبهز بن أسد [ثقة ثبت]:
حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة - رضي الله عنهما -، أنها قالت: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: "أدومُها وإن قلَّ"، وقال: "اكلفوا من الأعمال مما تطيقون". لفظ ابن عرعرة [عند البخاري]، وفي رواية بهز [عند أحمد]: "ما دُووم عليه".

الصفحة 7