كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

قال أبو داود: وليس الشك مني]؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اكلفوا من العمل ما تطيقون".
أخرجه الطيالسي (٣/ ٨٥/ ١٥٨٣) و (٤/ ١٠٩/ ٢٤٧٢)، ومن طريقه: ابن منده في التوحيد (٣/ ٢٣٤/ ٧٤٥).
هكذا فرقه الطيالسي حديثين، وأشار إلى أن الشك ممن فوقه: شعبة، أو سعد بن إبراهيم.
• ورواه النضر بن شميل [ثقة ثبت]: نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: "ما داوم عليه صاحبه"، قال: وقالت: عائشة، أو أبو هريرة: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون. أوقف شطره الثاني.
أخرجه إسحاق بن راهويه (١/ ٥٧٠/ ١٠٥٦ - ط التأصيل)، وأبو يعلى (٨/ ٢٦/ ٤٥٣٣)، وابن منده في التوحيد (٣/ ٢٣٤/ ٧٤٤)، والبيهقي (٢/ ٤٨٥)
قلت: قصر به شعبة، أو النضر بن شميل، والرفع محفوظ من حديث عائشة.
• ورواه محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي [ثقة ثبت]، قال: أخبرنا سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف؛ أن أبا سلمة حدثه؛ أن عائشة قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "أدومه وإن قلَّ".
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٣/ ٧٤/ ١٨٢٦)، وأبو القاسم الحرفي في الأول من الفوائد الصحاح والغرائب الأفراد (٩ - رواية أبي الفضل الأنصاري)، وابن بشران في الأمالي (٤٢٢).
من طريق: إسحاق بن إبراهيم بن العلاء: أخبرنا عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم، حدثه محمد بن الوليد عن عامر الزبيدي به.
قال أبو القاسم الطبري: "هذا حديث صحيح من حديث سعد بن إبراهيم المدني، أخرجاه من حديث شعبة، غريب من حديث الزبيدي عنه".
قلت: الحديث حديث شعبة؛ عنه اشتهر وانتشر بالأمصار، بخلاف حديث الزبيدي: فقد تفرد به عن الزبيدي دون بقية أصحابه الثقات: عبد الله بن سالم الأشعري الحمصي، وهو: ليس به بأس؛ والإسناد إليه: إسناد حمصي لا يثبت مثله، تفرد به عنه: عمرو بن الحارث بن الضحاك الزبيدي الحمصي: روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي في الميزان (٣/ ٢٥١): "عن عبد الله بن سالم الأشعري فقط، وله عنه نسخة، تفرد بالرواية عنه: إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، ومولاة له اسمها علوة، فهو غير معروف العدالة، وابن زبريق: ضعيف"، قلت: ولعل قول ابن حبان عنه في الثقات (٨/ ٤٨٠): "مستقيم الحديث"، وقوله عنه في صحيحه (١٣/ ٤٦٦/ ٦١٠٠): "حمصي ثقة"؛ يحمل على بعض مروياته التي سبرها ابن حبان فوجدها مستقيمة في متونها، ووثقه لأجلها، وإلا فإن له أوهاماً [راجع الكلام على رجال هذا الإسناد فيما تقدم في فضل الرحيم الودود (٣/ ١٠١/ ٢٢٦) و (٧/ ٢٨٧/ ٦٥٣) و (١٠/ ١٧٨/ ٩٣٦)].

الصفحة 9