كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

* ورواه عبد الله بن صالح، وعبد الله بن عبد الحكم، وشعيب بن الليث، ويحعى بن بكير [وهم ثقات]:
عن الليث بن سعد: حدثني خالد -يعني: ابن يزيد-، عن سعيد -يعني: ابن أبي هلال-، عن عياض بن عبد الله بن سعد، عن أبي سعيد الخدري؛ أنه قال: خطبنا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فقرأ {ص}، فلما مر بالسجدة، نزل فسجد وسجدنا معه، وقرأها مرة أخرى، فلما بلغ السجدة تيسَّرنا [وفي رواية: تشزَّنَّا] للسجود فلما رآنا، قال: "إنما هي توبة نبي، ولكني أراكم قد استعددتم للسجود"، فنزل فسجد وسجدنا.
أخرجه الدارمي (١٦١٠ - ط البشائر)، وا بن خزيمة (٢/ ٣٥٤/ ١٤٥٥) و (٣/ ١٤٨/ ١٧٩٥)، وابن حبان (٧/ ٣٨/ ٢٧٩٩)، والحاكم (١/ ٢٨٤) (٢/ ٢١/ ١٠٦٤ - ط الميمان)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (١١٢)، والدارقطني (١/ ٤٠٨)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣٣٨)، والبيهقي في الخلافيات (٣/ ١٠٥/ ٢١٥٧)، وفي المعرفة (٢/ ١٥٦/ ١١١٦). [الإتحاف (٥/ ٣٧٧/ ٥٦١٩)، المسند المصنف (٢٨/ ١٨٨/ ١٢٦٣٣)].
اغتر الحاكم بظاهر سنده، وقال: "وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فأما السجود في ص فقد أخرجه البخاري، وإنما الغرض في إخراجه هكذا في كتاب الجمعة: أن الإمام إذا قرأ السجدة يوم الجمعة على المنبر فمن السُّنَّة أن ينزل فيسجد".
قال ابن خزيمة: "باب النزول عن المنبر للسجود إذا قرأ الخاطب السجدة على المنبر؛ إن صح الخبر، فإن في القلب من هذا الإسناد، لأن بعض أصحاب ابن وهب أدخل بين ابن أبي هلال وبين عياض بن عبد الله في هذا الخبر: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، رواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، ولست أرى الرواية عن ابن أبي فروة هذا".
وقال أيضاً: "باب النزول عن المنبر للسجود عند قراءة السجدة في الخطبة، إن صح الخبر"، ثم قال: "أدخل بعض أصحاب ابن وهب، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، في هذا الإسناد: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، بين سعيد بن أبي هلال وبين عياض، وإسحاق: ممن لا يحتج أصحابنا بحديثه، وأحسب أنه غلط في إدخاله إسحاق بن عبد الله في هذا الإسناد".
وقال أبو حاتم الرازي: "كنت أظن أن هذا حديث غريب، حتى رأيت من رواية عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن إسحاق بن أبي فروة، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" [علل الحديث (٢/ ٣٣٥/ ٤١١)].
قلت: الأصل الاحتجاج بهذا الإسناد؛ إلا أن يكون في المتن أو الإسناد ما يدل على وقوع وهم فيه، فعندئذ نحمل الوهم على وقوع تدليس في إسناده، قال البرذعي: "قال لي أبو زرعة: خالد بن يزيد المصري، وسعيد بن أبي هلال: صدوقان، وربما وقع في

الصفحة 101