كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

فكأن بكراً لم يسمعه من أبي سعيد!.
ج- ورواه يزيد بن زريع [ثقة ثبت، إليه المنتهى في التثبت بالبصرة]: حدثنا حميد، قال: حدثني بكر؛ أنه أُخبر؛ أن أبا سعيد الخدري رأى رؤيا أنه يكتب {ص} فلما بلغ إلى سجدتها، قال: رأى الدواةَ والقلمَ وكلَّ شيء بحضرته انقلب ساجداً، قال: فقصها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يزل يسجد بها بعدُ.
أخرجه أحمد (٣/ ٧٨). [الإتحاف (٥/ ١٧٥/ ٥١٤٤)، المسند المصنف (٢٨/ ١٩٠/ ١٢٦٣٤)].
هكذا أبانت رواية يزيد عن علته في الانقطاع بين بكر وأبي سعيد، وأن بكر بن عبد الله المزني لم يسمع هذا الحديث من أبي سعيد الخدري.
د- ورواه هشيم بن بشير [ثقة ثبت، وعنه: مسدد بن مسرهد، وهو: ثفة ثبت]: أنبأ حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله، قال: أخبرني مخبر، عن أبي سعيد، قال: رأيت في المنام كاني أقرأ سورة {ص}، فلما أتيت على السجدة سجد كل شيء رأيت، الدواة والقلم واللوح، فغدوت على رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فأمر بالسجود فيها.
أخرجه البيهقي في السنن (٢/ ٣٢٠)، وفي المعرفة (٢/ ١٥٥/ ١١١٣)، وفي الدلائل (٧/ ٢٠).
ورواية هشيم هذه أبلغ فى بيان الواسطة المبهمة بين بكر وأبي سعيد.
* وقد رواه بعضهم عن هشيم فقصر في إسناده، وأسقط الواسطة:
رواه شجاع بن الوليد [ليس به بأس، له أوهام، قال فيه أبو حاتم: "هو لين الحديث، شيخ ليس بالمتين، لا يحتج به". الجرح والتعديل (٤/ ٣٧٩)، الميزان (٢/ ٢٦٤)، التهذيب (٢/ ١٥٤)]: ثنا هشيم: ثنا حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري، قال: لقد رأيتني في المنام كأني اكتتبت سورة {ص}، فأتيت على السجدة فسجد كل شيء رأيته؛ اللوح والدواة والقلم، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر بالسجود فيها.
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (٢٤٢ - بغية الباحث).
* والحاصل: فإن هذا إسناد ضعيف؛ لإبهام الواسطة بين بكر وأبي سعيد.
هـ - ورواه سفيان بن عيينة [ثقة حافظ، فقيه إمام] [وعنه: عبد الرزاق بن همام، وهو: ثقة حافظ، وعلي بن خشرم، وهو: ثقة، لكنه قال: عن عاصم، ولم ينسبه]، عن عاصم بن سليمان [ثقة]، عن بكر بن عبد اللّه المزني؛ أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول اللّه، رأيت كان رجلًا يكتب القرآن، وشجرة حذاءه، فلما مر بموضع السجدة التي في {ص} سجدت، وقالت: اللَّهُمَّ أحدث لي بها شكراً، وأعظم لي بها أجراً، واحطط بها وزراً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فنحن أحق من الشجرة".
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٣٣٧/ ٥٨٦٩) (٤/ ٦٤/ ٦٠٣٩ - ط التأصيل)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣٨٢). [المسند المصنف (٢٨/ ١٩٠/ ١٢٦٣٤)].

الصفحة 103