كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

ولفظ عبيد العجل [عند الطبراني]: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ النجم بمكة، فسجد الناس معه، حتى إن الرجل ليرفع إلى جبهته شيئًا من الأرض فيسجد عليه، وحتى يسجد الرجل على الرجل.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣٥٣)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٣٦٥/ ١٣٣٥٨).
* ورواه محمد بن عباد [بن الزبرقان المكي: لا بأس به]: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن مصعب بن ثابت، عن نافع، عن ابن عمر قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ النجم، فسجد بنا فأطال السجود، وكثر الناس، فصلى بعضهم على ظهر بعض.
أخرجه البيهقي (٣/ ١٨٢)، بإسناد صحيح إلى محمد بن عباد.
قال النووي في الخلاصة (٢/ ٦٢٦/ ٢١٥٤): "رواه أبو داود بإسناد ضعيف، فيه مصعب بن ثابت، وهو: ضعيف، كثير الغلط".
قلت: هكذا اختلف الثقات على عبد العزيز بن محمد الدراوردي في لفظ هذا الحديث، وقد كان صدوقًا، سيئ الحفظ، يخطئ إذا حدث من حفظه، وكان كتابه صحيحاً؛ إلا أنه كان يحدث من كتب الناس فيخطى أيضاً [انظر: التهذيب (٢/ ٥٩٢) وغيره].
وهو حديث منكر؛ والمعروف في هذا ما رواه أحد أثبت أصحاب نافع: عبيد اللّه بن عمر العمري [ثقة ثبت، أحد أثبت أصحاب نافع]، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ السجدة ونحن محنده، فيسجد ونسجد معه، فنزدحم حتى ما يجد أحدُنا لجبهته موضعاً يسجد عليه. لفظ ابن مسهر [عند البخاري]. وهو الحديث الآتي.
وبذا تدرك الخطأ الذي وقع لمصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوام الأسدي؛ فإنه: ليس بالقوي، وقد أنكروا عليه أحاديث أراجع ترجمته مفصلة في فضل الرحيم الودود (٧/ ٣٧٤/ ٠ ٦٧)].
***
١٤١٢ - قال أبو داود: حدثنا أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى بن سعيد،
(ح) وحدثنا أحمد بن أبي شعيب [الحراني]: حدثنا ابن نمير -المعنى-، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ علينا السورة -قال ابن نمير: في غير الصلاة، ثم اتفقا:- فيسجد ونسجد معه، حتى لا يجدُ أحدُنا مكاناً لموضع جبهته.

* حديث متفق على صحته *
أخرجه من طريق يحيى بن سعيد القطان: البخاري (١٠٧٥ و ١٠٧٩)، ومسلم (٥٧٥/ ١٠٣)، وأبو عوانة (١/ ٥٢١/ ١٩٤٨) و (١/ ٥٢٢/ ١٩٤٩)، وأبو نعيم في مستخرجه

الصفحة 113