كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

قلت: وبهذا يتبين نكارة هذه الزيادة، وأنه لا تحفظ من حديث عبد اللّه بن عمر العمري، وأنه متابعٌ في حديثه لحديث أخيه الثقة الثبت: عبيد الله بن عمر العمري، وعبد اللّه بن عمر العمري: ليس بالقوي، والله أعلم.
قال النووي في الخلاصة (٢/ ٦٢٤/ ٢١٤٨): "رواه أبو داود، وإسناده ضعيف"، يعني: بذكر التكبير فيه.
* والحاصل: فإنه لا يثبت التكبير لسجود التلاوة خارج الصلاة في حديث مرفوع، بل ولا عن أحد من الصحابة، والله أعلم.
* وفي ختام أحكام سجود التلاوة أذكر بعض الأحكام التي لم يتعرض لها أبو داود في سننه، مستدلاً في ذلك بما ثبت عن الصحابة فعلاً أو قولًا إذا لم يكن في الباب شيء مرفوع:
* إنما السجود على الجالس المستمع:
أ- روى معمر بن راشد، ويونس بن يزيد الأيلي:
عن الزهري، عن ابن المسيب؛ أن عثمان مر بقاصٍّ فقرأ سجدة ليسجد معه عثمان، فقال عثمان: إنما السجود على من استمع، ثم مضى ولم يسجد.
قال الزهري: وقد كان ابن المسيب يجلس في ناحية المسجد، ويقرأ القاص السجدة فلا يسجد معه، ويقول: إني لم أجلس لها.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٣٤٤/ ٥٩٠٦)، وسحنون في المدونة (١/ ٢٠١)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٨١/ ٢٨٧١) و (٥/ ٢٨٢/ ٢٨٧٦)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٢٩٩ و ١٣٠٠)، وعلقه البخاري في الصحيح بصيغة الجزم قبل الحدبث رقم (١٠٧٧).
وهذا موقوف على عثمان بإسناد صحيح.
وانظر فيمن وهم في إسناده على الزهري: ما أخرجه ابن شبة في أخبار المدينة (١/ ١٥).
* ورواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ، سمع من ابن أبي عروبة بعد الاختلاط. الجرح والتعديل (٩/ ٣٧)، الكفاية (١٣٦)]، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان، قال: إنما السجدة على من جلس لها [وأنصت].
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٦٧/ ٤٢٢٠)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٢٩٨).
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات.
ب- وروى ابن جريج [ثقة حافظ]، وأبو العوام عبد العزيز بن الرُّبَيِّع [ثقة]:
قال ابن جريج: أخبرني عطاء بن أبي رباح، قال: قال لي ابن عباس: إنما السجدة على من جلس لها، وإن مررت بقوم فسجدوا، فليس عليك [سجود].
أخرجه ابن وهب في الجامع (٣/ ٩٥/ ٢١٣ - علوم القرآن برواية سحنون)،

الصفحة 116