كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

الجريري، قال ابن معين لما سئل عن رواية عبد الأعلى ويزيد بن زريع عن الجريري: "هؤلاء كتبوا قبل أن ينكرا على الجريري وسعيد"، يعني: ابن أبي عروبة [سؤالات ابن طهمان (٣٢٨)].
وقال العجلي في معرض كلامه عمن سمع من الجريري قبل الاختلاط: "وعبد الأعلى أصحهم سماعًا، سمع منه قبل أن يختلط بثماني سنين" [معرفة الثقات (٥٧٦)].
* هل يسجد السامع إذا لم يسجد القارئ؟:
* روى محمد بن عجلان [مدني ثقة]، ومعمر بن راشد [ثقة]:
عن زيد بن أسلم؛ أن غلاماً قرأ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - السجدة، فانتظر الغلام النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسجد، فلما لم يسجد، قال: يا رسول الله! أليس في هذه السورة سجدة؟ قال: "بلى، ولكنك كنت إمامَنا فيها فلو سجدت لسجدنا".
أخرجه أبو داود في المراسيل (٧٦)، وعبد الرزاق (٣/ ٣٤٦/ ٥٩١٤)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٧٩/ ٤٣٦٣) (٣/ ٤٥٥/ ٤٤٢٥ - ط الشثري)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣٩٩). [التحفة (١٢/ ٣١٠/ ١٨٦٥٧)، المسند المصنف (٣٥/ ٢٤٤/ ١٦٩٥٣)].
* ورواه هشام بن سعد [مدني، صدوق، لم يكن بالحافظ، يهم ويخطئ؛ وهو: ثبت في زيد بن أسلم، قال أبو داود: "هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم". التهذيب (٤/ ٢٧٠)]، وحفص بن ميسرة [العقيلي الصنعاني: لا بأس به، تكلموا في سماعه من زيد بن أسلم]، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي [متروك، كذبه جماعة]:
عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: بلغني أن رجلاً قرأ بآية من القرآن فيها سجدة عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسجد الرجل وسجد معه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قرأ آخر آية فيها سجدة، وهو عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فانتظر الرجل أن يسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يسجد، فقال الرجل: يا رسول الله قرأت السجدة فلم تسجد؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كنتَ إماماً فلو سجدتَ سجدتُ معك".
أخرجه أبو داود في المراسيل (٧٧)، والشافعي في الأم (١/ ١٣٦)، وفي اختلاف الحديث (٤٥)، وفي المسند (١٥٦)، وابن وهب في الجامع (٣٧٢ - رواية بحر بن نصر)، وسحنون في المدونة (١/ ٢٠١)، والبيهقي في السنن (٢/ ٣٢٤)، وفي الخلافيات (٣/ ٩٦/ ٢١٤٢)، وفي المعرفة (٢/ ١٥٨/ ١١٢٠). [التحفة (١٢/ ٤٢٤/ ١٩٠٩٣)، المسند المصنف (٣٥/ ٢٤٤/ ١٦٩٥٣)].
قلت: وهذا الوجه أولى بالصواب مع إرساله، وقد زادوا في الإسناد رجلاً، والحكم لمن زاد إذا كان حافظاً، وهشام ليس بالحافظ، إلا أنه ثبت في زيد بن أسلم، مما يجعله مقدماً فيه على غيره، والله أعلم.
قال الشافعي: "إني لأحسبه زيد بن ثابت؛ لأنه يحكى أنه قرأ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يسجد، وإنما روى الحديثين معًا عطاء بن يسار".

الصفحة 118