كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

صلى ركعتي الفجر، فدخل معهم في صلاتهم، ثم انتظر حتى إذا طلعت الشمس وحلت الصلاة صلاهما. وفي رواية: أن عبد اللّه بن عمر فاتتاه [يعني: ركعتي الفجر]، فصلاهما بعدما طلعت الشمس. وفي أخرى: أنه جاء إلى القوم وهم في الصلاة، ولم يكن صلى الركعتين، فدخل معهم ثم جلس في مصلاه، فلما أضحى قام فقضاهما [راجع ما تقدم تحت الحديث رقم (١٢٦٨)].
* وروى يحيى بن سعيد القطان، عن محمد بن عجلان، عن عبيد الله بن مقسم؛ أن قاصّا كان يقرأ السجدة بعد الفجر فيسجد، فنهاه ابن عمر، فأبى أن ينتهي، فحصبه، وقال: إنهم لا يعقلون.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٧٦/ ٤٣٣٧) (٣/ ٤٤٨/ ٤٣٩٨ - ط الشثري).
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح، وعبيد اللّه بن مقسم: مدني، تابعي، ثقة، مشهور بالرواية عن جابر وابن عمر، وقد نص البخاري وأبو حاتم على سماعه من جابر، وابن عمر، وأبي هريرة [التاريخ الكبير (٥/ ٣٩٧)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٣٣)]، وروايته عن جابر في الصحيحين [البخاري (١٣١١)، مسلم (٩٦٠ و ١٩٣٥ و ٢٥٧٨)، وانظر فيما تقدم في سنن أبي داود (٥٩٩ و ٧٩٣)]، وروايته عن ابن عمر في صحيح مسلم (٢٧٨٨).
ومحمد بن عجلان هنا لم يسلك فيه الجادة، ولم يروه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، وهو الإسناد الذي اشتبه عليه ولم يضبطه؛ وأما هنا فقد ضبطه وحفظ فيه القصة، والله أعلم.
* وروى أبو خالد الأحمر، عن محمد بن سوقة، عن نافع، عن ابن عمر؛ أنه سمع قاصًّا يقرأ السجدة قبل أن تحل الصلاة، فسجد القاصُّ ومن معه، فأخذ ابن عمر بيدي، فلما أضحى قال لي: يا نافع اسجد بنا السجدة التي سجدها القوم في غير حينها.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٧٧/ ٤٣٤٣) (٣/ ٤٤٩/ ٤٤٠٤ - ط الشثري).
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح.
* ورواه معمر بن راشد [ثقة، ثبت في الزهري] , عن الزهري، عن سالم، قال: كان ابن عمر يصيح عليهم إذا رآهم -يعني: القصاص- يسجدون بعد الصبح.
قال معمر: وأخبرنيه أيوب، عن نافع.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٥٣٥/ ٩٣٧١) (٤/ ٨٠/ ٦١١١ - ط التأصيل)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٧٣/ ٢٨٦٣).
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
* وروي عنه أيضاً من وجوه أخرى، لكن في إسنادها جهالة أو ضعف [أخرجه ابن وهب في الجامع (٣/ ١٠١/ ٢٣٠ - علوم القرآن برواية سحنون) و (٣/ ١٠٨/ ٢٥٢ - علوم القرآن برواية سحنون)، وعبد الرزاق (٣/ ٣٥٠/ ٥٩٣٤) (٤/ ٧٩/ ٦١٠٨ - ط التأصيل)، ومن طريقه: جعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٤٠٦)].

الصفحة 131