كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

* وروى عفان بن مسلم، وحجاج بن منهال، قالا:
حدثنا حماد بن سلمة، قال: أنا ثابت، عن عبد اللّه بن أبي عتبة [وقال حجاج: ابن عتبة]؛ أن أبا أيوب كان يحدث [هم]، فإذا بزغت الشمس قرأ السجدة فسجد.
زاد حجاج: ثم يقول: إن الشيطان إذا رأى ابن آدم ساجداً؛ يبكي، ويقول: ابن آدم دخل الجنة بالسجود، ودخلت أنا النار بالجحود.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٧٧/ ٤٣٤١) (٣/ ٤٤٩/ ٤٤٠٢ - ط الشثري)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٧٤/ ٢٨٦٥) (٥/ ٢٨٣/ ٢٨٤٢ - ط الفلاح).
وهذا موقوف على أبي أيوب بإسناد رجاله ثقات.
عبد اللّه بن أبي عتبة مولى أنس بن مالك الأنصاري: سمع جابراً وأبا سعيد وأنساً رضى الله عنهم، قاله البخاري [التاريخ الكبير (٥/ ١٥٨)]، وهو: بصري ثقة، وروايته عن أبي سعيد في الصحيحين [البخاري (١٥٩٣ و ٣٥٦٢)، مسلم (٢٣٢٠)، [انظر: تحفة الأشراف (٣/ ٣٥٧/ ٤١٠٧)]، ولا أظنه أدرك أبا أيوب؛ فغن أبا أيوب قديم الوفاة [توفي سنة (٥٠)، وقيل بعدها]، وهو أقدم وفاة من أبي سعيد وجابر وأنس بكثير.
* وروى ابن مهدي [ثقة ثبت، حافظ إمام]، عن سليم بن حيان [ثقة]، عن أبي غالب؛ أن أبا أمامة كان يكره الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الفجر حتى تطلع الشمس، وكان أهل الشام يقرؤون السجدة بعد العصر، فكان أبو أمامة إذا رأى أنهم يقرؤون سورة فيها سجدة بعد العصر لم يجلس معهم.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٧٧/ ٤٣٤٢) (٣/ ٤٤٩/ ٤٤٠٣ - ط الشثري)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٧٤/ ٢٨٦٦).
وهذا موقوف على أبي أمامة بإسناد ليس بذاك القوي.
أبو غالب، حزوَّر صاحب أبي أمامة: بصري، نزل أصبهان: ليس بالقوي [راجع ترجمته تحت الحديث رقم (١٣٤٠)].
* وروي النهي أيضاً: عن كعب بن عجرة، ولا يثبت عنه [أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٧٣/ ٢٨٦٤)] [وفي إسناده: الحجاج بن أرطاة، وليس بالقوي].
* وكان أحمد يكره السجدة بعد العصر وبعد الفجر [مسائل حرب الكرماني (٤٤٨)، مسائل الكوسج (٣٥٩)، مسائل ابن هانئ (٤٩٠)، المغني (١/ ٤٤٦)].
* وشدد مالك في الأمر فقال: "لا ينبغي لأحد أن يقرأ من سجود القرآن شيئًا بعد صلاة الصبح، ولا بعد صلاة العصر.
وذلك أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وعن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس.
والسجدة من الصلاة؛ فلا ينبغي لأحد أن يقرأ سجدةً في تينك الساعتين" [الموطأ (٥٥٤ - رواية يحيى) (١٤١ - رواية القعنبي) (٢٦٦ - رواية أبي مصعب)].

الصفحة 132