كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

* فقد روى عبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ، من أصحاب الثوري]: عن الثوري، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة الجملي، عن أبي عبيدة، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أوتروا يا أهل القرآن، فإن الله وتر يحب الوتر"، فقال أعرابي: ما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ليست لك، ولأصحابك".
أخزجه عبد الرزاق (٣/ ٤/ ٤٥٧١). [المسند المصنف (١٨/ ١٩٤/ ٨٥٠٢)].
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
* خالفه؛ فأسقط ذكر الأعمش من الإسناد:
الحسين بن حفص [الأصبهاني، أصله كوفي، صدوق]، عن سفيان، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوتروا يا أصحاب القرآن، إن الله تعالى وتر يحب الوتر"، فقال أعرابي: ما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "ليس لك ولا لأصحابك".
أخرجه البيهقي (٢/ ٤٦٨).
قلت: والحسين بن حفص وإن لم يكن من الطبقة العليا من أصحاب الثوري؛ إلا أن كلام الدارقطني يدل على أنه لم ينفرد به:
* فقد ذكر الدارقطني في العلل (٥/ ٢٩٢/ ٨٩٢) أن عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن كثير العبدي، وغيرهما: رووه عن الثوري مرسلاً.
ولم يسنده من طريق أي منهم، ولم تصل إلينا هذه الطرق مسندة، مع تشوف المحدثين إلى رواية مثل هذه الطرق وتحملها من طريق الثقات المشاهير وإن كانت مرسلة، كما لم يذكر الدارقطني طريق عبد الرزاق ولا طريق الحسين بن حفص.
وأياً كان؛ فمن كلا الطريقين يقع التتابع من أصحاب الثوري على إرسال الحديث، وهو المحفوظ عن الثوري: مرسلاً.
* ثم ذكر الدارقطني أيضاً فيمن رواه عن الثوري به متصلاً:
عمرو بن أبي قيس، وعبد المجيد بن أبي رواد، والنعمان بن عبد السلام، وموسى بن أعين، وشك فيه: عن عبد الله.
ثم أسنده من طريق: موسى بن أعين، وعبد المجيد بن أبي رواد، والنعمان بن عبد السلام.
أخرجه الدارقطني في العلل (٥/ ٢٩٣ - ٢٩٤/ ٨٩٢).
قلت: أما طريق عمرو بن أبي قيس [ليس به بأس]، فلم أقف عليه مسنداً.
* وأما طريق ابن أبي رواد [صدوق، ثبت في ابن جريج، وقد يهِم عليه أحياناً]:
فقد رواه يعيش بن الجهم: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوتروا يا أصحاب القرآن؛ فإن الله عز وجل يحب الوتر"، فقال أعرابي: ما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "ليس لك، ولا لأصحابك".

الصفحة 141