كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

متعمداً ما عليه في ذلك؟ قال أبي: هذا رجل سوء؛ هو سنة سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
قلت لأبي: هذه الأحاديث التي تروى: أن الوتر على من يقرأ القرآن؛ [فيكون من لا يقرأ القرآن في الوتر كمن يقرأ القرآن؟
قال: إنما يروى هذا مرسل، ليس هو بإسناد جيد، يروى عن علي قال: هي سنة سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" [وانظر أيضاً: مسائل صالح (٢٣٥)].
وقال الدارقطني في العلل (٥/ ٢٩٣/ ٨٩٢) في ختام ذكر الاختلاف الواقع في هذا الحديث: "والمرسل هو المحفوظ".
وقال النووي في الخلاصة (١٨٦٠): "رواه أبو داود وغيره، وضعفه الحفاظ، ولم يدرك أبو عبيدة أباه".
قلت: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن حديثه عنه صحيح، كما سبق تقريره قبل ذلك مراراً، راجع مثلاً: الأحاديث السابقة برقم (٧٥٤ و ٨٧٧ و ١٢٦٧ و ١٣٧٨).
لكن هذا الحديث علته الإرسال، كلما قال أحمد والدارقطني، والله أعلم.
وله إسناد آخر:
يرويه محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي [ثقة]، وعباد بن موسى الختلي [ثقة]:
ثنا أزهر بن سعد [السمان: بصري، ثقة]، عن ابن عون، عن عمران الخياط، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الوتر على أهل القرآن". زاد عباد في آخره: "سنة".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٣٦٤/ ٦٦٢٦)، وفي الصغير (٩٧٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (٢/ ٨٣ - ط الغرب).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث مسنداً عن عمران الخياط إلا ابن عون، ولا عن ابن عون إلا أزهر، تفرد به محمد بن أبي صفوان".
* خالفه فأوقفه، وأسقط ذكر علقمة: إسماعيل بن عليه [بصري، ثقة ثبت]، عن ابن عون، عن عمران، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله: إنما الوتر على أهل القرآن.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٩٣/ ٦٨٦٨).
قلت: وهذا موقوف على ابن مسعود بإسناد منقطع، وهذا هو الأشبه بالصواب من حديث أزهر بن سعد، والذي سلك فيه الجادة، والطريق السهل.
وعمران الخياط: مجهول، قال ابن معين: "لا شيء"، وذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته في توثيق المجاهيل، وقال الذهبي: "لا يكاد يعرف"، وليس هو عمران بن قدامة [التاريخ الكبير (٦/ ٤١٨)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٠٧)، الثقات (٧/ ٢٤١)، تاريخ أسماء الضعفاء (٤٨٦)، الميزان (٣/ ٢٤١ و ٢٤٥)، اللسان (٦/ ١٨٦)، الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٣٩٤)].

الصفحة 146