كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

قلت: وعليه: فإن حديث قتادة حديث شاذ، وكأن قتادة رواه بالمعنى، فأوهم معنى جديداً، والمحفوظ رواية يحيى بن أبي كثير، وهي الموافقة لحديث ابن عمر: الذي رواه ابن أبي زائدة: أخبرني عاصم الأحول، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن عمر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بادروا الصبح بالوتر" [أخرجه مسلم (٧٥٠)].
وحديث ابن أبي زائدة هذا مختصر مروي بالمعنى، من حديث عبد الله بن شقيق عن ابن عمر مرفوعاً: "فإذا خشيت الصبح فأوتر بركعة"، وما كان في معناه [راجع طرق حديث ابن عمر، وتخريجه مفصلاً في فضل الرحيم الودود (١٤/ ٤٢٠/ ١٢٩٥)]، وسيأتي لهذه المسألة مزيد بحث في باب وقت الوتر (١٤٣٥ - ١٤٣٨)، والله أعلم.
* وممن أفحش في الوهم في حديث أبي سعيد هذا:
أ - ما رواه خلف بن عبيد الله الضبي، قال: نا خالد بن يوسف السمتي، قال: نا أبي:
ورواه أيضاً: مندل بن علي:
كلاهما، مندل ويوسف بن خالد: عن أبي سفيان السعدي، قال: سمعت أبا نضرة، يحدث عن أبي سعيد الخدري، قال: قيل: يا رسول الله! أنوتر بعد أذان الصبح؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوتر قبل الأذان"، قال: وكان أذان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد طلوع الفجر، فقالوا: أنوتر بعد الأذان؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوتر قبل الأذان"، فقالوا الثالثة: أنوتر بعد الأذان؟ قال: "أوتروا بعد الأذان"، فرخص لهم.
أخرجه ابن نصر في كتاب الوتر (٢٨٠ - مختصره)، والطبرانى فى الأوسط (٤/ ٤١/ ٣٥٦٠).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي سفيان السعدي، إلا يوسف بن خالد السمتي، تفرد به: ابنه عنه".
قلت: أما الطريق الأول: ففيه يوسف بن خالد السمتي، وهو: متروك، ذاهب الحديث، كذبه ابن معين والفلاس وأبو داود، ورماه ابن حبان بالوضع [انظر: التهذيب (٤/ ٤٥٤) وغيره]، وابنه خالد: أصلح حالاً منه؛ فقد ضُعِّف، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه" [انظر: الثقات (٨/ ٢٢٦)، الكامل (٣/ ٤٥)، الميزان (١/ ٦٤٨)، اللسان (٣/ ٣٥٠)]، وشيخ الطبراني: مجهول.
وأما الطريق الثاني: ففيه: مندل بن علي العنزي، وهو: ضعيف، صاحب غرائب وأفراد [التهذيب (٤/ ١٥٢)].
وهو حديث باطل؛ تفرد به: أبو سفيان السعدي، طريف بن شهاب، وهو: متروك، ليس بشيء [التهذيب (٢/ ٢٣٦)، الميزان (٢/ ٣٣٦)، وانظر الحديث المتقدم برقم (٦١)].
ب - وروى هشيم بن بشير، ومعتمر بن سليمان، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وهشام الدستوائي، وعبد الوارث بن سعيد، وحماد بن سلمة، وقريش بن حيان، وجرير بن

الصفحة 151