كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

ويشكل عليه أيضاً: ما قاله ابن ماكولا في الإكمال (٤/ ٢١٥) في ترجمة عبد الله بن أبي مرة الزوفي، ثم في ترجمة عبد الله بن راشد الزوفي، حيث يقول: "عبد الله بن مرة الزوفي، وقيل: ابن أبي مرة: شهد فتح مصر، حدث عن خارجة بن حذافة، روى عنه عبد الله بن راشد الزوفي".
ثم قال: "وأبو الضحاك عبد الله بن راشد الزوفي: روى عن عبد الله بن مرة، روى عنه يزيد بن أبي حبيب وخالد بن يزيد".
ويدل كلام ابن ماكولا هذا - مستأنساً فيه أيضاً بكلام الدولابي -: على سقط وقع في إسناد فتوح مصر، ليصبح تصحيحه هكذا: عبد الله بن عبد الحكم، عن بكر بن مضر، عن خالد بن يزيد، عن أبي الضحاك [هو: عبد الله بن راشد الزوفي]، عن عبد الله بن أبي مرة، عن خارجة بن حذافة.
وبذا يرجع الإسناد مرة أخرى للإسناد المعروف الذي يروى به حديث خارجة بن حذافة هذا، والذي لم يعرف الأئمة خلافه، وهو: عبد الله بن راشد الزوفي، عن عبد الله بن أبي مرة الزوفي، عن خارجة بن حذافة.
* ومن الأوهام أيضاً: ما رواه أحمد بن محمد بن عيسى البرتي [ثقة حافظ.
تاريخ بغداد (٦/ ٢١٩ - ط الغرب)، السير (١٣/ ٤٠٧)، تاريخ الإسلام (٦/ ٤٩٨)]، نا يحيى بن عبد الحميد: ثنا زيد بن الحباب: نا ابن لهيعة، قال: حدثني رزيق بن عبد الله، عن عبد الله بن أبي مرة، عن خارجة بن حذافة، قال: خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن الله قد أمركم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم"، قلنا: يا رسول الله، وما هي؟ قال: "هي الوتر، وهي ما بين العشاء والفجر".
أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٤٨٨)، ونبه عليه: المزي في التحفة (٣/ ٥/ ٣٤٥٠).
قال البرتي: "كذا قال الحماني: رزيق بن عبد الله".
قلت: يعني أنه حمل التبعة يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو كوفي حافظ، لكن اتهموه بسرقة الحديث، فلعله أُتي من قبل ذلك، ولم يحمل على ابن لهيعة؛ لكون الحديث محفوظاً عن ابن لهيعة كالجماعة، ومن ثم فإنه لا وجود لهذا الرجل الذي ترجم له الخطيب بهذا الإسناد، وهو: رزيق بن عبد الله، وإن كان قد اعتبره في عداد المجهولين.
* فقد روى هذا الحديث: عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة [مقروناً بالليث بن سعد]، عن يؤيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن راشد الزوفي، عن عبد الله بن أبي مُرَّة الزوفي، عن خارجة بن حذافة العدوي. وقد سبق تخريجه آنفاً، في طريق ابن إسحاق وابن لهيعة.
وعبد الله بن وهب: ثقة حافظ، وهو أيضاً مصري بلدي لابن لهيعة، مختص به، سماعه من ابن لهيعة قديم، وكان يتتبع أصوله، ويكتب منها، وروايته عن ابن لهيعة هي المحفوظة.

الصفحة 169