كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

* والحاصل: فإن هذا الحديث معروف عن عبد الله بن راشد الزوفي، عن عبد الله بن أبي مُرَّة الزوفي، عن خارجة بن حذافة العدوي، وبه عرفه الناس، واشتهر في الأمصار، وهو حديث منكر، والله أعلم.
* وانظر في الأوهام: ما أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ٩٦٨/ ٢٤٩٤).
* قال ابن أبي عاصم: "وفيه نفي قضاء الوتر بعد الفجر، موافق لرواية ابن عمر - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا طلع الفجر فلا صلاة ليل ولا وتر""، قلت: قد سقط الاستدلال به.
وروي بتمامه أو ببعضه أو بما يعارضه من حديث:
١ - أبي سعيد الخدري:
رواه عمر بن محمد بن بجير: ثنا العباس بن الوليد الخلال بدمشق: ثنا مروان بن محمد الدمشقي: ثنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل زادكم صلاة إلى صلاتكم، هي خير لكم من حمر النعم؛ ألا وهي الركعتان قبل صلاة الفجر".
أخرجه البيهقي (٢/ ٤٦٩) (٥/ ٢٤٨/ ٤٥٢٣ - ط هجر)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٥/ ٣١٨).
قال البيهقي: "قال العباس بن الوليد: قال لي يحيى بن معين: هذا حديث غريب من حديث معاوية بن سلام، ومعاوية بن سلام: محدث أهل الشام، وهو صدوق الحديث، ومن لم يكتب حديثه مسنده ومنقطعه فليس بصاحب حديث، وبلغني عن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه قال: لو أمكنني أن أرحل إلى ابن بجير لرحلت إليه في هذا الحديث؛ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت ابن خزيمة، يقول، فذكره في حكايته له هذا الحديث عن ابن بجير".
وقال الذهبي في السير (١٤/ ٤٠٣) في ترجمة ابن بجير: "تفرد - مع صدقه - بحديث غريب صالح الإسناد".
قلت: عمر بن محمد بن بجير الهمداني: ثقة حافظ مصنف، قال: "رحلت إلى محمد بن بشار ثلاث مرار، وسمعت منه ستين ألف حديث أو سبعين ألف" [الإرشاد (٣/ ٩٧٨)، الأنساب (١/ ٢٨٦) و (٢/ ٣٧٠)، تاريخ دمشق (٤٥/ ٣١٧)، التقييد (٣٩٤)، السير (١٤/ ٤٠٢)].
* ولم ينفرد به ابن بجير، تابعه: عبدان بن أحمد [ثقة حافظ]، قال: حدثنا العباس بن الوليد به؛ إلا أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله قد زادكم صلاةً، وهي الوتر".
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٤/ ١٠٠/ ٢٨٤٨).

الصفحة 170