كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

قلت: الشأن في العباس بن الوليد بن صبح الخلال الدمشقي، روى عنه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "مستقيم الأمر في الحديث"، وأثنى عليه آخرون، وامتنعٍ أبو داود من التحديث عنه، ففي سؤالات الآجري (١٥٨٧): "كتبتُ عنه، كان عالماً بالرجال، عالماً بالأخبار، لا أُحدِّث عنه" [الجرح والتعديل (٦/ ٢١٥)، الثقات (٨/ ٥١٢)، تاريخ دمشق (٢٦/ ٤٣٦)، تاريخ الإسلام (١٨/ ٣٠٦)، إكمال مغلطاي (٧/ ٢٢١)، التهذيب (٢/ ٢٩٥)].
قلت: قد وهم العباس بن الوليد في هذا الحديث، ودخل له حديث في حديث؛ وهو كما قال ابن معين: "حديث غريب من حديث معاوية بن سلام":
فقد رواه محمد بن المبارك الصوري [نزيل دمشق، ثقة]، ويحيى بن صالح الوحاظي [حمصي، ثقة]، ويحيى بن بشر الحريري [كوفي، ثقة]:
عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني أبو نضرة العوقي، أنه سمع أبا سعيد الخدري، يقول: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوتر، فقال: "أوتروا قبل الصبح".
أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ٢٣١/ ١٦٨٣)، وأبو عوانة (٢/ ٤٦/ ٢٢٦١)، والطحاوي في المشكل (١١/ ٣٥٧/ ٤٤٩٥)، والطبراني في مسند الشاميين (٤/ ١٠٠/ ٢٨٤٧).
قلت: وهذا هو المحفوظ من حديث معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير؛ فإن رواية الجماعة أبعد عن الوهم من الواحد، لا سيما وهم أكثر منه عدداً، وأتقن منه حفظاً، وأسلم منه من ألسنة النقاد.
وحديث أبي سعيد هذا: "أوتروا قبل الصبح": حديث صحيح، أخرجه مسلم (٧٥٤) [تقدم تخريجه تحت الحديث السابق برقم (١٤١٧)].
٢ - عبد الله بن عمرو:
يرويه أبو خالد الأحمر [سليمان بن حيان: ثقة]، ويزيد بن هارون [ثقة متقن]:
عن حجاج بن أرطأة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم، وهي الوتر".
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٩٢/ ٦٨٥٨) (٤/ ٥٠٣/ ٧٠٣٦ - ط الشثري)، وأحمد (٢/ ١٨٠ - ١٨١/ ٦٦٩٣) و (٢/ ٢٠٨/ ٦٩٤١)، وابن حبان في المجروحين (١/ ٢٢٧). [المسند المصنف (١٧/ ٩٤/ ٧٩٧٦)].
قلت: وهذا إسناد ساقط بمرة، لا يحلُّ ذكره في المتابعات؛ فإن حجاج بن أرطأة: ليس بالقوي، ولم يذكر سماعاً، قال أبو نعيم الفضل بن دكين: "لم يسمع حجاج من عمرو بن شعيب إلا أربعة أحاديث، والباقي عن محمد بن عبيد الله العرزمي"، قال ابن رجب: "يعني: أنه يدلس بقية حديثه عن عمرو: عن العرزمي" [شرح العلل (٢/ ٨٥٥)]، قلت: والعرزمي: متروك.

الصفحة 171