كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، مرفوعاً.
* وخالفهما: عبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ]، فرواه عن المثنى، قال: أخبرني عمرو بن شعيب، قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه، فقال: "إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم، فحافظوا عليها، وهي الوتر".
هكذا رواه عبد الرزاق عن المثنى، ثم قال: وذكره ابن جريج، عن المثنى، عن عمرو بن شعيب.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٧/ ٤٥٨٢) (٣/ ٢٩٤/ ٤٧١٧ - ط التأصيل).
قلت: وبذا يظهر أن الحمل فيه على المثنى فإنه كان مرة يرويه معضلاً، ومرة يسنده، والأقرب عندي أنه كان عنده معضلاً، لكنه كان يهم فيه، فيسلك فيه الجادة؛ فإن سلسلة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده؛ يسبق إليها اللسان، يغلب عليها هوى الجنان.
* ورواه كامل بن طلحة الجحدري [بصري، نزل بغداد: لا بأس به]، قال: حدثنا ابن لهيعة [ضعيف]، قال: حدثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله زادكم صلاة فحافظوا عليها وهي الوتر".
أخرجه ابن حبان في المجروحين (٢/ ٧٤).
قال ابن حبان بعد أن أورد طائفة من أحاديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، مما استنكره عليه، وعدَّ هذا الحديث منها، قال: "أخبرنا بهذه الأحاديث كلها: أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، في نسخة كتبناها عنه طويلة؛ لا ينكر مَن هذا الشأنُ صناعته أن هذه الأحاديث موضوعة أو مقلوبة، وابن لهيعة قد تبرأنا من عهدته في موضعه من هذا الكتاب".
* قلت: فلا يثبت هذا الحديث من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده؛ إذ لم يروه عن عمرو: ثقة، وإنما توارد الضعفاء والمتروكون على روايته عنه، والله أعلم.
ورواه أبو النضر هاشم بن القاسم، ويزيد بن هارون، ومحمد بن عيسى بن نجيح ابن الطباع [وهم ثقات حفاظ]:
عن فرج بن فضالة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله حرم على أمتي: الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين [وفي رواية: والغبيراء، بدل: القنين]، وزادني صلاة الوتر".
قال يزيد: القنين: البرابط.
أخرجه أحمد في المسند (٢/ ١٦٥ و ١٦٧)، وفي الأشربة (٢١٣)، والطبراني في الكبير (١٤/ ٩٦/ ١٤٧١١). [الإتحاف (٩/ ٥٧٩/ ١١٩٨١)، المسند المصنف (١٧/ ٢٨٠/ ٨١١٩)].
قلت: هو حديث منكر؛ عبد الرحمن بن رافع التنوخي: في حديثه مناكير، كذا قال

الصفحة 173