كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

قال ابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ١٢٦): "وهذا عندي خطأ وغلط من شعبة في هذا الحديث، والله أعلم، وكان علي بن المدني يقول: هذا جاء من عاصم"، قال أبو عمر ابن عبد البر: "الدليل على أن ذلك جاء من شعبة: أن يعقوب بن شيبة روى عن أبي بكر بن أبي الأسود، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: سمعت شعبة مرة يحدث عن عاصم عن زر عن علي في عزائم السجود، ومرة عن عبد الله، فهذا يدل على أن الثوري حفظه عن عاصم وضبطه، وشعبة أدركه فيه الوهم، والله أعلم".
• ورواه قيس بن الربيع [ليس بالقوي]، عن عاصم به.
أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في الحجة (١/ ١١٤).
• وروي من وجه آخر عن ابن مسعود، وفي سنده انقطاع [أخرجه ابن وهب في الجامع (٣/ ٩٥/ ٢١٤ - علوم القرآن برواية سحنون)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٦٩/ ٤٢٤٢) و (١/ ٣٧٧/ ٤٣٤٧) (٣/ ٤٣٠/ ٤٢٩٦ - ط الشثري) و (٣/ ٤٥١/ ٤٤٠٨ - ط الشثري)].
° وروى أبو أسامة حماد بن أسامة [كوفي، ثقة ثبت]، قال: أنا ثابت بن عمارة، عن أبي تميمة الهجيمي، أن أشياخًا من بني هجيم بعثوا راكبًا لهم إلى المدينة وإلى مكة، يسأل لهم عن سجود القرآن، فرجع إليهم، فأخبرهم أنهم أجمعوا على عشر سجدات.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٧٨/ ٤٣٥١).
وفي هذا حكاية عما اجتمع عليه عمل أهل المدينة وأهل مكة، على عشر سجدات، مع ترك ما اختلفوا فيه.
لكن رسول بني هجيم مبهم لا يُعرف، وبقية رجال إسناده معروفون؛ أبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي البصري: تابعي ثقة، من الثالثة، وثابت بن عمارة الحنفي أبو مالك البصري: لا بأس به [تقدمت ترجمته في فضل الرحيم الودود (١٤/ ٢٧٣/ ١١٣٦)].
° وروي فيه أيضًا عن عبد الله بن عمرو، ولا يثبت عنه [أخرجه حرب الكرماني في مسائله لأحمد (٩٧٩)].
° قال ابن المنذر في الإقناع (١/ ١٣٤): "ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد في ص، وفي النجم، وفي إذا السماء انشقت، واقرأ باسم ربك الذي خلق، وروينا عنه: أنه سجد في سورة الحج سجدتين.
وعدَّ ابن عمر وابن عباس سجود القرآن، فقالا: الأعراف، والرعد، والنحل، وبني إسرائيل، ومريم، والحج أولهما، والفرقان، وطس، والم تنزيل، وص، وحم السجدة؛ إحدى عشرة سجدة.
فإذا ضممت ما روي عنهما إلى ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: صارت خمس عشرة سجدة، وكذلك نقول".
***

الصفحة 18