كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

الحال [الأنساب المتفقة (١٣٥)، الأنساب (٥/ ١٨٨)، توضيح المشتبه (٣/ ٣٤٦) و (٨/ ٢١)].
د - وروى أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن أخي ابن وهب، عن عمه، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم وهي الوتر".
علقه ابن حبان في المجروحين (١/ ١٤٩)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (٧٦٦).
قال ابن حبان: "لا يخفى هذا على من كتب حديث ابن وهب أنه موضوع؛ وأحمد بن عبد الرحمن كان يأتي عن عمه بما لا أصل له".
قلت: هو حديث لا أصل له من حديث مالك بن أنس، تفرد به عن ابن وهب: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، ابن أخي ابن وهب: أكثر عن عمه، وهو صدوق تغير بآخره، كان مستقيم الأمر، ثم خلَّط بعدُ فحدَّث بما لا أصل له، حتى رمي بالكذب [تقدم ذكره مراراً، انظر مثلاً: ما تقدم برقم (١٤٨ و ٧١٤ و ٨٢٩ و ١٠٢٤ و ١١٥٦)].
* قال ابن نصر في كتاب الوتر (٢٧٧ - مختصره): "وهي أخبار في أسانيدها مطعن لأصحاب الحديث".
وقلت: والحاصل: فإنه لا يثبت في الباب حديث.
وكل ما روي بلفظ: "إن الله أمركم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر، جعلها لكم فيما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر".
أو: "إن الله عز وجل قد أمدكم بصلاةٍ، وهي خير لكم من حمْر النَّعَم، وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر".
أو: "إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم، وهي الوتر".
أو: "إن الله زادكم صلاة فحافظوا عليها، وهي الوتر".
أو: "إن الله عز وجل زادكم صلاةً وهي الوتر، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى الفجر".
أو: "إن الله زادكم صلاة خير لكم من حمر النعم؛ الوتر، وهي لكم ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر".
أو: "إن الله قد أمدكم بصلاة، وهي الوتر".
أو: "إن الله زادكم صلاة، هي خير من الدنيا وما فيها، وهي الوتر".
فلا يثبت منه شيء عن أحد من الصحابة مرفوعاً، والله أعلم.
وقد ثبت عن بعض الصحابة الجزم بكون الوتر ليس بفرض:
أ - روى أبو إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، قال: الوتر ليس بحتم كهيئة المكتوبة، ولكنه سنَّةٌ سنَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وهو ثابت عن علي قوله، وتقدم برقم (١٤١٦).
ب - وروى مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حَبان، عن ابن

الصفحة 182