كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

وفي رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عليكم بقيام الليل، ولو ركعة واحدة"، فخرج يوماً إلى الصبح، فإذا رجل يركع فقال: "هل أنتم منتهون؟ أصلاتان معاً؟ ".
أخرجه الدارمي (٢٩٢٧ - ط البشائر)، وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد (٨٥)، والعقيلي في الضعفاء (١/ ٢٤٦) (١/ ٣٢٧/٤٦٠ - ط التأصيل)، والطبراني في الكبير (١١/ ١١٢/ ١١٥٢٨ - ١١٥٣٠)، وفي الأوسط (٧/ ٥١/ ٦٨٢١). [الإتحاف (٧/ ٤٨٠/ ٨٢٧١)، المسند المصنف (١/ ٦٠٧/ ٥٦٢٣)].
قلت: هو حديث منكر من حديث عكرمة، تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (١٣/ ٤٥٤/ ١٢٦٥)، وقد تلوَّن فيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني [وهو: ضعيف، له أحاديث منكرة عن ابن عباس، وهذا منها]، فجعله مرة من حديث عبد الله بن عباس، ومرة من حديث الفضل بن عباس.
° قال عبد الله بن أحمد في مسائله لأبيه (٣٢٩): "سألت أبي عن الوتر بركعة وثلاث وخمس وسبع وتسع؟ فقال: لا بأس بهذا كله، والذي نختار: يسلم في ثنتين، ويوتر بواحدة".
وقال أيضاً (٣٣٥): "سمعت أبي يقول: يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أوتر بركعة من أربعة وجوه: عن ابن عباس، وابن عمر، وزيد بن خالد، وعائشة، وهو الذي آخذ به، وأذهب إليه: يسلم في الركعتين، ويوتر بواحدة" [وانظر أيضاً: مسائل صالح (٢٨٨)].
وممن صح عنه من الصحابة أنه كان يوتر بركعة واحدة:
١ - عثمان بن عفان:
روى فليح بن سليمان، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، قال: قلت: لأغلبن الليلة على المقام، فسبقت إليه، فبينا أنا قائم أصلي، إذ وضع رجل يده على ظهري، فنظرت، فإذا هو عثمان بن عفان رحمة الله عليه وهو خليفة، فتنحيت عنه، فقام، فما برح قائماً حتى فرغ من القرآن في ركعة لم يزد عليها [وفي رواية: فتنحيت له، فتقدم فاستفتح القرآن حتى ختم، ثم ركع وسجد، فقلت: [وهم الشيخ]، فلما انصرف، قلت: يا أمير المؤمنين، إنما صليت ركعة، قال: "أجل هي وتري".
وهو صحيح ثابت عن عثمان، جاء عنه من أربعة طرق جياد، سوى الروايات المنقطعة والضعيفة، وقد خرجته تحت الحديث رقم (١٣٩١).
٢ - سعد بن أبي وقاص:
° روى الزهري، قال: حدثني عبد الله بن ثعلبة بن صعير، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح وجهه زمن الفتح. وفي رواية: أنه رأى سعد بن أبي وقاص - كان سعد قد شهد بدراً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - يوتر بركعة واحدة بعد صلاة العشاء -يعني: العتمة-، لا يزيد عليها؛ حتى يقوم من جوف الليل.
ولفظ يونس [عند أحمد في المسند (٢٣٦٦٥)]: عن ابن شهاب، قال: أخبرني

الصفحة 204