كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

عبد الله بن ثعلبة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح وجهه؛ أنه رأى سعد بن أبي وقاص يوتر بركعة واحدة، لا يزيد عليها؛ حتى يقوم من جوف الليل.
أخرجه البخاري (٤٣٠٠ و ٦٣٥٦) مختصراً، وتقدم تخريجه تحت الحديث (١٤٠٢).
• وروى إسماعيل بن محمد بن سعد [ثقة حجة]، وحصين بن عبد الرحمن [ثقة]: عن مصعب بن سعد، عن أبيه؛ أنه كان يوتر بركعة، فقيل له؛ قال: إنما استقصرتها [وفي رواية: نعم؛ إني أحب أن أخفف على نفسي].
وفي رواية: إنك توتر بركعة واحدة؟ قال: نعم، أخفف على نفسي، ثلاث أحب إليَّ من واحدة، وخمس أحب إليَّ من ثلاث، وسبع أحب إليَّ من خمس.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٢٢/ ٤٦٤٧)، وابن أبي شيبة (٢/ ٨٨/ ٦٨٠٩) و (٧/ ٣١٣/ ٣٦٤٠٧)، والبلاذري في أنساب الأشراف (١٠/ ١١٨، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٨٣/ ٢٦٥٦)، والطحاوي (١/ ٢٩٥)، والبيهقي (٣/ ٢٥). [الإتحاف (٥/ ٩٢/ ٤٩٩٦)].
وهذا موقوف على سعد بإسناد صحيح.
• وروى سفيان بن عيينة، عن يزيد بن خصيفة، قال: سمعت محمد بن شرحبيل، يقول: رأيت سعد بن مالك صلى العشاء، ثم صلى بعدها ركعة أوتر بعدها.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٢٢/ ٤٦٤٦)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٧٨/ ٢٦٣٨)، والبيهقي (٣/ ٢٥).
وهذا موقوف على سعد بإسناد حسن، رجاله ثقات مشهورون، غير محمد بن ثابت بن شرحبيل، فإنه قد روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات، وأثنى عليه عمر بن عبد العزيز في حديثه [التهذيب (٣/ ٥٢٥)].
• وروى عبد الله بن رجاء، وغندر محمد بن جعفر:
عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: أمنا سعد بن أبي وقاص في صلاة العشاء الآخرة، فلما انصرف تنحى في ناحية المسجد، فصلى ركعة، فاتبعته فأخذت بيده، فقلت له: يا أبا إسحاق ما هذه الركعة؟ فقال: وتر أنام عليه، قال عمرو: فذكرت ذلك لمصعب بن سعد، فقال: كان يوتر بركعة، يعني: سعداً.
وفي رواية غندر: أن سعداً أمهم في العشاء الآخرة، فلما انصرف تنحى فركع ركعة واحدة، ثم انصرف فاتبعته، فقلت: ما هذه الركعة يا أبا إسحاق؟ قال: وتر أنام عليه، فذكرت ذلك لمصعب بن سعد، فقال: كان سعد يوتر بركعة.
أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (١٠/ ١٧)، والطحاوي (١/ ٢٩٥). [الإتحاف (٥/ ٩٢/ ٤٩٩٦)].
قلت: وهذا موقوف على سعد بإسناد صحيح.
فإن قيل: كيف يصحح إسناده، وفيه: عبد الله بن سلمة، وقد قال فيه البخاري: "لا يتابع في حديثه"، وقال أبو حاتم، والنسائي، وقبلهما عمرو بن مرة: "يعرف وينكر"، وقال

الصفحة 205