كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

ابن عدي: "أرجو أنه لا بأس به"، ووثقه العجلي، ويعقوب بن شيبة، وقال ابن حبان في الثقات: "يخطئ"، وقال أبو أحمد الحاكم: "حديثه ليس بالقائم"، ولم يرو عنه غير عمرو بن مرة [التهذيب (٢/ ٣٤٧)، الميزان (٢/ ٤٣٠)] [راجع ترجمته في فضل الرحيم الودود (٣/ ١٣١/ ٢٢٩)].
فيقال: هذا الحديث هو مما يُعرف، لا مما ينكر من حديثه، حيث تابعه عليه: مصعب بن سعد؛ فإن عمرو بن مرة ذكر ما سمعه من عبد الله بن سلمة لمصعب بن سعد فصدقه، وقال له مصعب: كان سعد يوتر بركعة، فظهر بذلك أن عبد الله بن سلمة قد حفظه ووعاه، وأداه كما سمعه، ونحن لم نعتمد في هذا الحديث على عبد الله بن سلمة، وإنما عمدتنا هو مصعب بن سعد، وهو: ثقة مشهور، روى له الجماعة.
• وروى أبو العباس السراج [ثقة حافظ]: ثنا قتيبة بن سعيد [ثقة ثبت]: ثنا عبد العزيز -يعني: ابن محمد الدراوردي -، عن محمد بن زيد التيمي، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -، أنه كان يأتي بعض أرضيه، فيأتي كسلاناً، فيوتر بركعة.
أخرجه البيهقي في الخلافيات (٣/ ٣٢٢/ ٢٥١٨).
وهذا موقوف على سعد بإسناد حسن غريب، ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي: مدني ثقة، من الثالثة، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي: مدني صدوق.
• وروى إبراهيم بن سعد [ثقة حجة، من أثبت أصحاب ابن إسحاق]، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين، أنه حدث عن سعد بن أبي وقاص، أنه كان يصلي العشاء الآخرة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يوتر بواحدة لا يزيد عليها، قال: فيقال له: أتوتر بواحدة لا تزيد عليها، يا أبا إسحاق؟ فيقول: نعم، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الذي لا ينام حتى يوتر حازم".
أخرجه أحمد (١/ ١٧٠/ ١٤٦١)، ومن طريقه: الضياء في المختارة (٣/ ٢٤٢/ ١٠٤٩). [المسند المصنف (٩/ ٣٥/ ٤٢٧٧)].
قال أبو زرعة: "محمد بن عبد الرحمن بن حصين: يروي عنه محمد بن إسحق عن سعد؛ مرسل" [المراسيل (٦٧٠)، تحفة التحصيل (٢٨٠)].
وقال الضياء: "كذا رواه الإمام أحمد في مسنده، وما أرى محمداً سمع من سعد، والله أعلم". وقال ابن رجب في الفتح (٦/ ٢٢٨) بأن في إسناده انقطاعاً.
قلت: محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه ابن إسحاق، ولا يُعرف له سماع من سعد، بل جزم أبو زرعة بأنه لم يسمع منه، وحديثه عنه مرسل [التاريخ الكبير (١/ ١٥٦)، الجرح والتعديل (٧/ ٣١٧)، الثقات (٧/ ٤١٣)، التعجيل (٩٤٧)، الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ٤١٨)].
فهو حديث ضعيف.
• وانظر أيضاً فيما روي عن سعد في الإيتار بواحدة: ما تقدم تحت الحديث

الصفحة 206