كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

قلت: وهذا هو المحفوظ عن ابن جريج، أنه من رواية عكرمة، لا من رواية كريب، والله أعلم. وهو موقوف على معاوية وابن عباس بإسناد جيد.
وعتبة بن محمد بن الحارث بن نوفل: قال ابن عيينة: "أدركته، لم يكن به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، لكن قال النسائي: "ليس بمعروف" [التاريخ الكبير (٦/ ٥٢٣)، التهذيب (٣/ ٥٣)]، ولم ينفرد به.
• فقد روى وكيع بن الجراح، وعبد الوهاب بن عطاء، وعثمان بن عمر [وهم ثقات]:
عن عمران بن حدير [ثقة ثقة، من أوثق شيوخ البصرة]، عن عكرمة؛ أن ابن عباس سمر عنده حتى ذهب هزيع من الليل، ثم قام معاوية، فأوتر بركعة، وقال ابن عباس: من أين تراه أخذها؟.
علقه السرقسطي في الدلائل (٣/ ١٠٧١/ ٥٩٠)، ووصله ابن أبي شيبة (٢/ ٨٠/ ٦٦٩٦)، والطحاوي (١/ ٢٨٩). [الإتحاف (٧/ ٤٨٩/ ٨٢٨٩)].
وهذا صحيح عن معاوية وابن عباس.
° ورواه أبو هاشم زياد بن أيوب [بغدادي، ثقة حافظ]: ثنا يزيد بن هارون [ثقة متقن]، قال: أنا سفيان بن حسين [ثقة في غير الزهري]، عن يعلى بن مسلم [مكي، أصله من البصرة: ثقة، من السادسة]، عن علي بن عبد الله بن عباس، قال: كنت مع أبي عند معاوية ذات ليلة، فأتاه المؤذنون يؤذنون لصلاة العشاء الآخرة، فضن بحديث أبي، فأمر رجلاً أن يصلي بالناس، ثم تحدثنا حتى إذا فرغنا من حديثهما، قام معاوية فصلى، وليس خلفه غيري وغير أبي، وذلك بعد ما أصيب ابن عباس في بصره، فلما سلم قام معاوية فصلى ركعة، ثم انصرف، فقلت لأبي: يا أبت أما رأيت ما صنع؟ قال: وما صنع؟ قلت: أوتر بركعة، قال: أي بني هو أعلم منك.
أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على فضائل الصحابة (٢/ ٩٨٤/ ١٩٥٠).
وهذا موقوف بإسناد صحيح غريب.
• ورواه محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي [الإسكندراني: ثقة]، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عطاء، قال: قال رجل لابن عباس - رضي الله عنهما -: هل لك في معاوية أوتر بواحدة، وهو يريد أن يعيب معاوية، فقال ابن عباس: أصاب معاوية.
أخرجه الطحاوي (١/ ٢٨٩). الإتحاف (٧/ ٤١١/ ٨٠٨٢)].
وهذا موقوف بإسناد صحيح غريب، والأوزاعي من أصحاب عطاء بن أبي رباح، مكثر عنه، وروايته عنه في الصحيحين.
• وروي من وجوه أخرى فيها ضعف يسير [أخرجه ابن سعد في الطبقات (٥٠ - متمم)، وابن أبي شيبة (٢/ ٨٨/ ٦٨١٠) و (٧/ ٣١٣/ ٣٦٤٠٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ١٦٥)، [المسند المصنف (١١/ ٦٥٣/ ٥٦٥٤)].

الصفحة 211