كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ,و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} , و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
أخرجه الطبراني في الصغير (٩٦١)، ومن طريقه: الخطيب في تاريخ بغداد (٢/ ٦٥ - ط الغرب).
قال الطبراني: "لم يروه عن سفيان إلا أبو قتادة".
قلت: هو باطل من حديث الثوري، تفرد به عنه: أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني، وهو: متروك، منكر الحديث.
• ورواه سعيد بن عامر، قال: نا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ,و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} , و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ٣٤٢/ ٢١٧٢)، وابن المظفر في غرائب شعبة (١٩٣)، وأبو طاهر المخلص في الثاني عشر من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٥٦) (٢٨٠٩ - المخلصيات).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا سعيد بن عامر".
قلت: قد وهم فيه سعيد بن عامر الضبعي، وهو: صدوق، قال أبو حاتم: "وكان في حديثه بعض الغلط"، وقال البخاري: "كثير الغلط" [التهذيب (٢/ ٢٧)، علل الترمذي الكبير (١٧٩)].
والمحفوظ في هذا عن شعبة:
• ما رواه جماعة من ثقات أصحاب شعبة [مثل: غندر، وبهز بن أسد، وأبي داود الطيالسي، وعفان بن مسلم، ومسلم بن إبراهيم، وحفص بن عمر الحوضي، وعلي بن الجعد، وخالد بن الحارث]، عن شعبة، قال: أخبرني سلمة وزبيد، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن عبد الرحمن، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} , و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} , و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ثم يقول إذا سلم: "سبحان الملك القدوس", ويرفع بسبحان الملك القدوس صوته بالثالثة [النسائي (٣/ ٢٤٥/ ١٧٣٣)].
وقد سبق تخريجه مفصلاً: في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (١/ ٣٥٥/ ١٧٥).
• وهناك طرق أخرى لم أذكرها، لظهور ضعفها وغرابتها.
° قال ابن نصر: "فأما الوتر بثلاث ركعات؛ فإنا لم نجد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خبراً ثابتاً مفسراً أنه أوتر بثلاث لم يسلم إلا في آخرهن، كما وجدنا في الخمس والسبع والتسع، فير أنا وجدتا عنه أخباراً أنه أوثر بثلاث لا ذكر للتسليم فيها"، ثم أسند حديث يونس عن أبي إسحاق، ثم قال: "وفي الباب: عن عمران بن حصين، وعبد الرحمن بن أبزى، وأنس بن مالك، فهذه أخبار مبهمة يحتمل أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سلم في الركعتين من هذه الثلاث التي روي أنه أوتر بها؛ لأنه جائز أن يقال لمن صلى عشر ركعات يسلم بين كل ركعتين:

الصفحة 226