كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

لمعاوية بن صالح، ثم إن الثقات لم يختلفوا عليه، مما يجعل النفس تطمئن لكونه ضبطه وحفظه، لا سيما وهو يروى من وجه آخر مرفوع، وثبت عن عدد من الصحابة قولهم موقوفًا عليهم؛ لا سيما وفيهم عمر بن الخطاب.
فهو مرسل بإسناد حمصي جيد.
ومما ثبت في ذلك عن الصحابة:
أ- روى يحيى بن يحيى الليثي، والشافعي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي [وهم ثقات، وفيهم أثبت أصحاب مالك]، ومحمد بن الحسن الشيباني [ضعيف]:
عن مالك، عن نافع مولى ابن عمر؛ أن رجلًا من أهل مصر أخبره؛ أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قرأ سورة الحج، فسجد فيها سجدتين، ثم قال: إن هذه السورة فضِّلت بسجدتين.
أخرجه مالك في الموطأ (٥٤٨ - رواية يحيى الليثي) (١٣٨ م- رواية القعنبي) (٢٦٩ - رواية الشيباني)، وعنه: الشافعي في الأم (١/ ١٣٧ و ١٣٨) و (٧/ ٢٠٢ و ٢٤٦)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (٢/ ١٠٩٨/١٥٠).
• ورواه أبو مصعب الزهري (٢٦٠ - الموطأ) (٢١٦ - الموطأ ط التأصيل) [ثقة]، قال: حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، ونافع مولى عبد الله بن عمر؛ أن رجلًا من أهل مصر أخبرهما؛ أن عمر بن الخطاب قرأ سورة الحج، فسجد فيها سجدتين، ثم قال: إن هذه السورة فضلت بسجدتين.
ومن طريق أبي مصعب: أخرجه جعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣٠٨).
قلت: وهم أبو مصعب الزهري بإقران عبد الله بن دينار بنافع في هذا الإسناد، إنما يرويه عبد الله بن دينار عن ابن عمر من فعله حسب، كما سيأتي في طرق أثر ابن عمر.
• ورواه عبد الله بن نافع [الصائغ: مدني، لا بأس به، صحيح الكتاب، في حفظه لين، لزم مالكًا، لكن روى عنه غرائب. التهذيب (٢/ ٤٤٣)]، ومطرف بن عبد الله [اليساري: ثقة]:
عن مالك، عن نافع مولى ابن عمر؛ أن رجلًا من أهل مصر أخبر عبد الله بن عمر؛ أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قرأ سورة الحج، فسجد فيها سجدتين، ثم قال: إن هذه السورة فضِّلت بسجدتين.
أخرجه أبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (٧/ ٣٥).
قلت: ذكر عبد الله بن عمر في هذا الإسناد غير محفوظ، والمحفوظ ما رواه ثقات أصحاب مالك: الشافعي وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهما.
* وروى ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، قال: أخبرني رجل من أهل مصر؛ أنه صلى مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الفجر بالجابية، فقرأ السورة التي يذكر فيها الحج، فسجد فيها سجدتين، قال نافع: فلما انصرف قال: إن هذه السورة فضلت بأن فيها سجدتين.

الصفحة 23