كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

وكان ابن عمر يسجد فيها سجدتين.
أخرجه البيهقي في السنن (٢/ ٣١٧) (٤/ ٤٧٤/ ٣٧٨٣ - ط هجر)، وفي المعرفة (٢/ ١٥٢/ ١١٠٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦١/ ٤٤٨).
قال البيهقي في السنن: "وهذه الرواية عن عمر، وإن كانت عن نافع في معنى المرسل؛ لترك نافع تسمية المصري الذي حدثه، فالرواية الأولى عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير عن عمر رواية صحيحة موصولة، وكذلك رواية نافع عن ابن عمر موصولة".
وقال في المعرفة: "وهذه الرواية وإن كانت عن رجل من أهل مصر، فقد أكدها الشافعي برواية ابن صعير، وهي موصولة، وكل واحدة منهما تشهد لصاحبتها بالصحة".
قلت: أثر ابن عمر صحيح، ويأتي الكلام عن أثر عمر.
هكذا روى هذا الأثر عن نافع: مالك، وعبيد الله بن عمر العمري.
• وروى الأوزاعي: حدثني عمرو بن سعد [دمشقي ثقة]: حدثني نافع مولى عبد الله، عن رجل من مهرة [من أهل مصر]، قال: صليت خلف عمر بن الخطاب بالجابية، فقرأ في صلاة الصبح بسورة الحج، فسجد فيها سجدتين، فلما سلم أقبل على الناس، فقال: إن هذه السورة فضلت على القرآن بسجدتين.
أخرجه جعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣٠٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦١/ ٤٤٩).
وهذا إسناد صحيح إلى نافع، وبه تصح نسبة الراوي عن عمر مهريًا.
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٨/ ١٠٦): "رجل من مهرة: روى عن عمر، هو: نبيه بن صواب".
• وروى إدريس بن يحيى الخولاني، وعثمان بن صالح، ويحيى بن بكير [وهم مصريون ثقات، وإن كان تكلم في بعضهم كلامًا يسيرًا]:
عن بكر بن مضر [مصري، ثقة ثبت]، عن شجرة بن عبد الله أبي محمد، أنه سمع أبا عبد الرحمن المهري، أنه سجد مع عمر بن الخطاب في سورة الحج سجدتين.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ١٢٣)، والبيهقي في المعرفة (٢/ ١٥٢/ ١١٠٤) (٣/ ٤٤٣٩/٢٤٦ - ت قلعجي)، والخطيب في الموضح (٢/ ٤٩٥ - ٤٩٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦١/ ٤٤٨).
قال البيهقي: "هذا إسناد موصول مصري، ويشبه أن يكون الذي روى عنه نافع: أبو عبد الرحمن المهري هذا [هو بغير شك] ".
وقال الخطيب: "رواه أبو سعيد بن يونس -صاحب تاريخ أهل مصر-، عن إبراهيم بن رازح وغيره، عن إبراهيم بن منقذ، وسمي أبا عبد الرحمن في الحديث: نبيهًا".
وتصرف البخاري في التاريخ يدل على أنه يراه نبيه بن صُؤاب؛ حيث أخرج هذا الطريق في ترجمة نبيه، والله أعلم.

الصفحة 24