كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

١٣١٥، والبيهقي في السنن (٢/ ٣١٨)، وفي الخلافيات (٣/ ١٠٣/ ٢١٥٤)، وفي المعرفة (٢/ ١٥١/ ١١٠٢). [الإتحاف (٧/ ٥٨/ ٧٣٢٦)].
وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين.
قال البيهقي: "وهذا لا يترك بما روى عبد الأعلى الثعلبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أنه قال في سجود الحج: الأولى عزمة، والأخرى تعليم؛ فإن عبد الأعلى هذا: ضعيف، ويجوز أن يكون تعليمًا، ويسجد عندها كآخر النجم، وآخر {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)}، والمراد: إن صح بيان ما في الأخرى من زيادة الفائدة، والله أعلم".
° وقد ثبت عن ابن عباس أيضًا أنها واحدة:
• روى هشيم، قال: أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي العريان المجاشعي، عن ابن عباس؛ أنه كان يسجد في الأعراف، وفي الرعد، وفي النحل، وبني إسرائيل، ومريم، وفي الحج؛ السجدة الأولى، وفي الفرقان، وفي النمل، و {الم (١) تَنْزِيلُ}، وفي {ص}، وفي: {حم (١) تَنْزِيلُ}، وقال: ليس في المفصل سجود.
وإسناده صحيح. تقدم ذكره تحت الحديث السابق برقم (١٤٠١)، ولابن عباس فيه طريقان آخران صحيحان، ولم يعد ابن عباس فيهما أيضًا السجدة الثانية من سورة الحج [راجع الحديث السابق برقم (١٣٠١)].
وعلى هذا فإنه يكون قد ثبت عن ابن عباس أنه قال: فضلت سورة الحج بسجدتين، وثبت عنه أيضًا من ثلاثة طرق أنه عدَّد سجود القرآن، ولم يعد فيها: سجدة الحج الثانية.
• وروى سفيان الثوري، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق:
عن عبد الأعلى الثعلبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: في سورة الحج: الأولى عزيمة، والآخرة تعليم، وكان لا يسجد فيها.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٣٤٢/ ٥٨٩٢) (٤/ ٦٩/ ٦٠٦٣ - ط التأصيل)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٦٥/ ٢٨٤٨) و (٥/ ٢٦٦/ ٢٨٥٠)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣٦٢)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣١٦). [الإتحاف (٧/ ٨٨/ ٧٣٩٢)].
قلت: هو حديث منكر؛ عبد الأعلى بن عاصر الثعلبي: ليس بذاك القوي، قال ابن عدي: "يحدث عن سعيد بن جبير وابن الحنفية وأبي عبد الرحمن السلمي بأشياء لا يتابع عليها" [وانظر ترجمته تحت الحديث رقم (٦٢١ و ٦٩٤)].
ورويت السجدتان أيضًا: عن علي بن أبي طالب، وعن عبد الله بن عمرو: ولا يثبت عنهما.
أخرجه الشافعي في الأم (١/ ١٣٣) و (٧/ ١٦٩)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٧٣/ ٤٢٩١ و ٤٢٩٢) (٣/ ٤٣٩/ ٤٣٤٦ و ٤٣٤٧ و ٤٣٤٨ - ط الشثري)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٦٤/ ٢٨٤٣) و (٥/ ٢٦٥/ ٢٨٤٧)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٧٠)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (٧/ ٣٥)، والبيهقي في السنن (٢/ ٣١٧)، وفي المعرفة (٢/ ١٥٢/ ١١٠٥).

الصفحة 37