كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

مسدد، وليس فيه الزيادة التي أتى بها أزهر بن المَاسم عن الحارث بن عبيد، وفيما روى الشافعي في القديم بإسناده، عن مجاهد وعن الحسن البصري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا بمعنى هذه الزيادة".
وقال في المعرفة: "وأبو قدامة الحارث بن عبيد: مختلف في عدالته، والحكم في هذا لمن شاهد وشهد، وقد ذكر الشافعي في القديم حديث أبي هريرة في سجود النبي - صلى الله عليه وسلم - في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}، واستحب السجود فيها، واستحب السجود في {اقْرَأْ بِاسْمِ} على الاحتياط فيهما، وإرادة الأخذ بالحيطة، وأنه فعل خير لم يرد به خلاف سنة ولا أثر، والله أعلم، ثم قطع الشافعي في الجديد بإثبات السجود في المفصل في رواية المزني، وفي مختصر البويطي، والربيع، وابن الجارود".
وقال في الخلافيات (٣/ ٩١): "وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سجد في المفصل وهو بالمدينة، ... ".
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ٥٠٥): "وهذا حديث منكر؛ لأن أبا هريرة لم يصحبه إلا بالمدينة، وقد رآه يسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، وحديث مطر: لم يروه عنه إلا أبو قدامة، وليس بشيء".
وقال في التمهيد (١٩/ ١٢٠): "هذا عندي حديث منكر؛ يرده قول أبي هريرة: سجدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}، ولم يصحبه أبو هريرة إلا بالمدينة، قال أبو داود: هذا حديث لا يحفظ عن غير أبي قدامة هذا بإسناده".
وقال في التمهيد (١٩/ ١١٨) عن حديث أبي هريرة في السجود في الانشقاق: "هذا حديث صحيح، ولم يختلف فيه عن مالك، ... ، وقد رواه عن أبي هريرة جماعة، منهم، أبو سلمة، والأعرج، وعطاء بن ميناء، وأبو رافع، وأبو بكر بن عبد الرحمان بن الحارث، ومحمد بن سيرين، وفي رواية ابن سيرين، و [في رواية] عطاء بن ميناء والأعرج عن أبي هريرة زيادة: و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، وفي هذا الحديث: السجود في المفصل".
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ٩٢): "ليس إسناده بقوي، يروى مرسلاً، والصحيح ما تقدم من حديث أبي هريرة". [وانظر أيضاً: بيان الوهم (٣/ ٣٩٣/ ١١٣٤)، المختارة للضياء (١٢/ ٢٦٦/ ٢٩٤)، المجموع شرح المهذب (٤/ ٦٧)، الخلاصة (٢١٥١)، التوضيح لابن الملقن (٨/ ٣٨١)، وغيرها كثير].
وقال الذهبي في الميزان (١/ ٤٣٩): "مطر ردئ الحفظ، وهذا منكر، فقد صح أن أبا هريرة سجد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}، وإسلامه متأخر".
وقال ابن القيم في الإعلام (٤/ ٣٠٩) بعد تضعيفه لهذا الخبر، وذكر أقوال النقاد في أبي قدامة: "وقد أُنكر عليه هذا الحديث، وهو موضع الإنكار، فإن أبا هريرة - رضي الله عنه - شهد سجوده - صلى الله عليه وسلم - في المفصل في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)}، ذكره مسلم في صحيحه، وسجد معه، حتى لو صح خبر أبي قدامة هذا؛ لوجب تقديم خبر

الصفحة 43