كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

بهما في صلاة مكتوبة، فإنه كان لا يسجد بهما ويركع [أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٧٠/ ٤٢٤٩) (٣/ ٤٣١/ ٤٣٠٣ - ط الشثري)] [وإسناده صحيح على شرط الشيخين].
وجاء عنه أيضاً بأسانيد أخرى [أخرجه ابن وهب في الجامع (٣/ ١٠٢/ ٢٣٤ - علوم القرآن برواية سحنون)، وعبد الرزاق (٣/ ٣٤٢/ ٥٨٩٣ و ٥٨٩٧) (٤/ ٦٩/ ٦٠٦٤ - ط التأصيل) و (٤/ ٧٠/ ٦٠٦٨ - ط التأصيل)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٥٧/ ٢٨٢٥)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣٥٦)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣٥٢ و ١٣٥٣)، والبيهقي في الخلافيات (٣/ ١٠٩/ ٢١٦٣)].
• عن عقبة بن عامر، قال: من قرأ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)} فلم يسجد فيها، فلا عليه أن يقرأها [أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٦٢/ ٢٨٣٨)] [وإسناده مصري صحيح].
• عن ابن مسعود؛ أنه كان يسجد في النجم، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)} [أخرجه الطبراني في الكبير (٩/ ١٤٦/ ٨٧٣١)] [وإسناده صحيح].
وقد أعرضت عن ذكر من لم يثبت عنه من الصحابة [انظر: ما أخرجه البزار (١٣٢٤)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٤٥/ ٩٥)، وفي الأوسط (٨٦٩١)، والحاكم (٣/ ٣٦٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٤/ ٢٠٤٥) ٤ وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣٦٩)].
فدل ذلك كله على أن السجود في المفصل محفوظ لم ينسخ، كيف! وقد ثبت ذلك عن ثلاثة من الخلفاء الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعلي، وكانوا هم الأئمة الذين يصلون بهم، ناهيك عن بقية الصحابة الدين ثبت عنهم ذلك، وقد سجدوا بهم في المفصل في محضر من الصحابة، وكان الصحابة متوافرين، فلم ينكر عليهم منهم أحد، فدل على أن السجود في المفصل سنة ماضية محفوظة، لم يلحقها نسخ، ولم تبدل ولم تغير، وكل من نفاه من الصحابة مثل ابن عباس وأبي بن كعب؛ فإنما خفي عليه علمه، وقد استبان لغيره من أكابر الصحابة، ثم عملوا به عملاً ظاهراً مشتهرًا، فالقول قولهم لما معهم من زيادة علم خفيت على غيرهم، والمثبت مقدم على النافي، والله أعلم.
وذلك خلافًا لما ذهب إليه ابن شاهين في الناسخ؛ حين أخرج حديث السجود في النجم من ثلاثة طرق [يأتي تخريجه برقم (١٤٠٦)]، ثم أتبعها بحديث أبي قدامة عن مطر الوراق هذا، ثم قال: "وهذا الحديث يوجب نسخ الأول؛ لأن حديث ابن مسعود كان بمكة، والسجود في سورة النجم كان بمكة، فإن صح حديث مطر الوراق هذا فهو ناسخ للأول، وإسناد حديث ابن مسعود: فصحيح لا علة فيه، فإن صح حديث مطر؛ فسجدة: النجم، و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}، و {اقْرَأْ}: منسوخ الحكم، والله أعلم".
وانظر أيضًا: إعلام العالم بعد رسوخه (٢٢٤ - ٢٢٦).
• ومع التنزل مع المخالف؛ يقال: ثم إن الاختلاف الوارد فيه بين الصحابة

الصفحة 50