كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

إنما اتفقا على حديث شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ {وَالنَّجْمِ} فذكره بنحوه.
وليس يعلل أحدُ الحديثين الآخرَ، فإني لا أعلم أحداً تابع شعبة على ذكره النجم؛ غير قيس بن الربيع، والذي يؤدي إليه الاجتهاد: صحة الحديثين، والله أعلم، وقد روي بإسناد راويه عبد الله بن لهيعة أن في سورة الحج سجدتين"، ثم ذكر حديث عقبة بن عامر السابق برقم (١٤٠٢).
وقال ابن حجر في الفتح (٨/ ٦١٥): "وقد وافق إسرائيل على تسميته: زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق، عند الإسماعيلي، وهذا هو المعتمد"، يعني: سماه أمية بن خلف، لكن لم يشر هنا إلى اسم السورة، هل تابعه أم خالفه؟
لكنه بين في موضع آخر أن رواية زكريا بن أبي زائدة مثل رواية الجماعة عن أبي إسحاق:
قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٥٥٢): " ... رواية زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عند ابن مردويه بلفظ: أن أول سورة استعلن بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَالنَّجْمِ}، ... ".
قلت: والمحفوظ في هذا الحديث بلا ريب هو ذكر سورة النجم، وذكر سورة الحج فيه وهم وغلط، فقد اتفق على ذكر النجم فيه ثلاثة من أثبت أصحاب أبي إسحاق: سفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل [في المحفوظ عنه]، وسفيان وشعبة: أقدم الناس منه سماعاً، وتابعهم: زهير بن معاوية [وهو: ثقة ثبت، من أصحاب أبي إسحاق المكثرين عنه، لكن سماعه من أبي إسحاق كان بعد التغير، قال الذهبي: "لينُ روايته عن أبي إسحاق: من قِبَل أبي إسحاق، لا من قِبَله"، وأكثر روايته عنه مستقيمة، وحديثه عنه مبثوث في الصحيحين والسنن والصحاح والمسانيد والمصنفات. التهذيب (١/ ٦٤٠)، الميزان (٢/ ٨٦)].
° تابع شعبة وإسرائيل على ذكر النجم:
ب- سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد بالنجم، وسجد المسلمون؛ إلا رجلاً من قريش أخذ كفًّا من تراب، فرفعه إلى جبهته، فسجد عليه، قال عبد الله: فرأيته بعدُ قُتل كافرًا.
أخرجه أحمد (١/ ٣٨٨)، قال: حدثنا وكيع [ثقة حافظ، من أثبت أصحاب الثوري]: حدثنا سفيان به. [المسند المصنف (١٨/ ٢٠٩/ ٨٥٠٩)].
وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
ج- زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن ابن مسعود: أول سورة قرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَالنَّجْمِ} [زاد عند الهروي: فقرأ السجدة فسجد وسجد الناس، لكنه عنده مقرون برواية وكيع عن إسرائيل].
أخرجه ابن أبي شيبة (٧/ ٢٧٢/ ٣٦٠١٦)، وأبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام (٣٧٦). [المسند المصنف (١٨/ ٢٠٩/ ٨٥٠٩)].

الصفحة 61