كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
° قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٥٥٢) عن رواية إسرائيل؛ أن النجم أول سورة أنزلت فيها سجدة، قال: "واستشكل بأن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} أول السور نزولًا، وفيها أيضاً سجدة، فهي سابقة على النجم، وأجيب بأن السابق من اقرأ أوائلها، وأما بقيتها فنزل بعد ذلك، بدليل قصة أبي جهل في نهيه للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة، أو الأولية مقيدة بشيء محذوف بينته رواية زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عند ابن مردويه بلفظ: أن أول سورة استعلن بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَالنَّجْمِ}، وله من رواية عبد الكبير بن دينار [ذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ١٣٩)، المشاهير (١٥٨٤)، الثقات لابن قطلوبغا (٦/ ٤١٢)، عن أبي إسحاق: أول سورة تلاها على المشركين فذكره، فيجمع بين الروايات الثلاث: بأن المراد أول سورة فيها سجدة تلاها جهرًا على المشركين".
وروي حديث ابن مسعود من وجه آخر:
رواه عمرو بن خالد الحراني [ثقة]، وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني [ثقة]:
قال عمرو: ثنا زهير [هو: ابن معاوية: ثقة ثبت]: نا عاصم الأحول، عن أبي العريان، قال: قال ابن عباس: ليس في المفصل سجود.
فأتيت أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود فذكرت له ما قال ابن عباس، فقال: قال عبد الله بن مسعود: سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون والمشركون في النجم، فلم نزل نسجد [بعدُ].
أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٢٧٤/ ٦٣٩٧)، والبيهقي (٢/ ٣١٤).
وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح.
وأما المرفوع من حديث ابن مسعود؛ فإنه حديث جيد [وتقدم الكلام على سماع أبي عبيدة من أبيه مراراً. انظر مثلاً: فضل الرحيم الودود (١٤/ ٢٣/ ١٢٦٧)].
وله شواهد:
١ - حديث ابن عباس:
أ- رواه عبد الوارث بن سعيد، وإبراهيم بن طهمان:
حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس.
أخرجه البخاري (١٠٧١ و ٤٨٦٢)، والترمذي (٥٧٥)، وابن حبان (٦/ ٤٦٩/ ٢٧٦٣)، والحاكم (٢/ ٤٦٨)، والطبراني في الكبير (١١/ ٢٥٣/ ١١٨٦٦)، وفي الأوسط (٣/ ١٩٧/ ٢٩١٥)، وابن المقرئ في الثالث عشر من فوائده (١٥٣)، والدارقطني (١/ ٤٠٩)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (٩/ ١٥٩)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣٤٦)، واليهقي (٢/ ٣١٣ و ٣١٤)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (١/ ٥٣٨)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ٣٠١/ ٧٦٣)، وفي الشمائل (٦٢١)، وابن حجر في التغليق (٤/ ٣٢٦).

الصفحة 62