كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

فقيل: عن وكيع، عن الثوري، عن أيوب بن موسى، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، وهذا وهم. والصحيح: عطاء بن ميناء".
قلت: قد رواه عمرو بن محمد الناقد [ثقة]: حدثنا يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسجد في {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}. [المسند المصنف (٣١/ ٢١٥/ ١٤٢٧٢)].
أخرجه أبو يعلى (١١/ ٢٦٨/ ٦٣٨٢) (٥/ ٦٩/ ٦٤٠١ - ط التأصيل) [وقد أثبت محققو التأصيل في الأصل: عطاء بن ميناء، وهو غلط منهم، إذ إنهم بينوا في الحاشية أن المخطوطات التي بين أيديهم وقع فيها: عطاء بن يسار، وقد فعلوا ذلك لأجل كلام الدارقطني والرامهرمزي].
قلت: ومن قال فيه: عطاء بن يسار فقد وهم، فلعله كان في إسناده عطاء غير منسوب، فنسبه من قبل نفسه؛ فوهم؛ إنما الحديث لعطاء بن ميناء عن أبي هريرة في السجود في الانشقاق والعلق.
قال الرامهرمزي في المحدث الفاصل (٢٢٥): حدثنا موسى بن هارون: ثنا قتيبة بن سعيد: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمرو، عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء، عن أبي هريرة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}. قال موسى بن هارون: وهو عطاء بن ميناء. وتابعه على ذلك الرامهرمزي.
قلت: وهو كما قال موسى بن هارون الحافظ الناقد، وكما قال الدارقطني أيضاً.
° وعليه: فإن حديث جماعة الثقات: عن محمد بن عمرو، عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة مرفوعاً في السجود في الانشقاق والعلق: حديث صحيح.
° وانظر في الأوهام والغرائب: ما أخرجه أبو نعيم في الحلية (٧/ ١٧٨)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٣٠٨/ ٥٣٢٧ - أطرافه)، وانظر: علل الدارقطني (٨/ ٣٤١/ ١٦١٢).
تابع عطاء بن ميناء على هذا الوجه في الجمع بين السورتين:
أ- روى صفوان بن سليم [مدني، ثقة فقيه، [وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وقرة بن عبد الرحمن]، وعبيد الله بن أبي جعفر [مصري، ثقة فقيه] [وعنه: عمرو بن الحارث]، والزهري [وعنه: قرة بن عبد الرحمن بن حيويل: ليس بقوي؛ روى أحاديث مناكير. انظر: التهذيب (٣/ ٤٣٨)؛ فهو غريب جداً من حديث الزهري]:
عن عبد الرحمن بن سعد الأعرج مولى بني مخزوم، عن أبي هريرة، أنه قال: سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}.
أخرجه مسلم (٥٧٨/ ١٠٩)، وأبو عوانة (١/ ٥٢٤/ ١٩٥٩) و (١/ ٥٤٣/ ٢٠٣٢) (٥/ ٣٢٩ - ٣٣٠/ ٢٠٠٧ - ط الجامعة الإسلامية)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم

الصفحة 73