كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

الأعرج صاحب أبي الزناد، لأن ذلك هو عبد الرحمن بن هرمز يكنى أبا داود، وهما أعرجان، وجميعًا يرويان عن أبي هريرة.
وأما عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فإنما يروي هذا الحديث، عن أبي هريرة: أن عمر سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} [كذا قال، وإنما سجد في النجم].
روى ذلك عنه، مالك، ومعمر، ويونس، وغيرهم، عن الزهري، حدث به عمر بن شبة، عن أبي عاصم، عن مالك، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}.
ووهم فيه عمر بن شبة وهماً قبيحاً، والصواب عن مالك ما رواه الثقات عنه، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ أن عمر سجد".
وفي موضع آخر من العلل (٩/ ١٥٩/ ١٦٨٩): "سئل الشيخ [يعني: الدارقطني، عن أبي حميد هذا، فقال: هو عبد الرحمن بن سعد المقعد، عند الزهوي عنه أحاديث، ويقال له: الأعرج، وهو الذي روى عنه الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة: سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}.
وقال أبو موسى المديني: "والأعرج هذا ليس هو بعبد الرحمن بن هرمز الذي يروي الكثير عن أبي هريرة، وإنما هو عبد الرحمن بن سمعد المقعد".
وقال ابن حجر في النكت الظراف (١٠/ ١٤٥/ ١٣٥٩٨ - حاشية التحفة): "أخرجه أبو العباس السراج من رواية: قرة، عن ابن شهاب، عن صفوان بن سليم ومجزأة، كلاهما عن عبد الرحمن بن سعد الأعرج، عن أبي هريرة [كذا قال].
وقال الدارقطني: لم يرو عبد الرحمن بن هرمز هذا الحديث عن أبي هريرة مرفوعاً، إنما رواه عن أبي هريرة؛ أن عمر سجد في: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}، هكذا قال مالك ومعمر ويونس وغيرهم عن الزهري عنه.
وقال أبو علي الجياني: ذكره أبو مسعود في موضعين: في رواية صفوان بن سليم، وفي رواية عبيد الله بن أبي جعفر، كلاهما عن عبد الرحمن بن هرمز، ركب به طريق المجزأة.
وكلام الدارقطني أولى بالصواب". [وانظر أيضًا: النكت (١٠/ ٢١٣/ ١٣٩٤٦ - حاشية التحفة)].
° قلت: ولست أنفي أن يكون عبد الرحمن بن هرمز الأعرج روى عن أبي هريرة شيئًا من سجود التلاوة:
• فقد روى سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر: {الم (١) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}.
أخرجه البخاري (٨٩١ و ١٠٦٨)، ومسلم (٨٨٠/ ٦٥). [وتقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (١١/ ٤٠٦/ ١٠٧٥)].

الصفحة 75