كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

قلت: بل هو حديث غريب، إسناده مجهول.
° قال المزي في التحفة: "رواه ابن لهيعة، عن سعيد بن الحارث العتقي، عن عثمان اليحصبي، عن عمرو بن العاص: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجد في {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} ".
• قلت: قد رواه الطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣٥٨)، قال: حدثنا ربيع الجيزي [الربيع بن سليمان بن داود الجيزي: ثقة]، قال: ثنا أبو الأسود [النضر بن عبد الجبار: مصري، ثقة]، قال: ثنا ابن لهيعة، عن العلاء بن كثير [الإسكندراني: ثقة عابد]، عن الحارث بن سعيد الكندي، عن عبد الله بن نمير [كذا في المطبوع، وفي الإتحاف (١٢/ ٤٨٢/ ١٥٩٦٠)، ولعلها تحرفت عن: منين] اليحصبي؛ أن عمرو بن العاص سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}، وفي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)}، فقيل له في ذلك، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيهما.
• ورواه بحر بن نصر [الخولاني مولاهم، وهو: مصري ثقة]، في جامع ابن وهب (٣٧١)، قال: قرئ على ابن وهب: أخبرك ابن لهيعة، عن سعيد بن الحارث، عن رجل بحصبة، عن عمرو بن العاص، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
قلت: عبد الله بن لهيعة: ضعيف، وقد اضطرب في إسناده كما ترى، ولم يضبطه، وخالف في متنه، حيث قصر السجود على الانشقاق والعلق حسب، دون بقية السجدات الخمسة عشر، والعمدة على رواية نافع بن يزيد الكلاعي المصري فإنه: لا بأس به، وقد وثقه جماعة [التهذيب (٤/ ٢١٠)].
° وقال ابن حبان في الثقات (٥/ ٣٢٨): "قميم اليحصبي: يروي عن عمرو بن العاص؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} رواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن سعيد بن الحارث، عن قميم اليحصبي".
ثم وجدته موصولًا عند جعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣٦٧)، لكن قال فيه: عن تميم اليحصبي. وشيخ المستغفري: ابن أبي توبة، وهو: أبو أحمد محمد بن أحمد بن أبي توبة، أو: محمد بن أحمد بن توبة المروزي البزاز: لم أعثر له على ترجمة [انظر: شرح السُّنَّة للبغوي (٩/ ٢٧١)، تاريخ دمشق (١٤/ ٣٩٩)، صفوة التصوف (٧٥٤)].
وراويه عنده عن ابن وهب: أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني: قال النسائي: "ليس بثقة"، وقال ابن حبان: "كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، وعن غير الأثبات ما لم يحدثوا"، ثم روى له حديثًا عن أبي ضمرة أنس بن عياض، ثم قال: "وهذا خبر باطل، ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أنس رواه، ولا حميد حدث به، ولا أبو ضمرة ذكره بهذا الإسناد"، وقال ابن عدي: "يحدث بالمناكير"، ثم قال: "ولابن حكيم هذا أحاديث منكرة غير ما ذكرت عن الثقات"، وقال الدارقطني: "متروك الحديث"، وقال أبو نعيم الحافظ: "مشهور بالوضع" [ضعفاء النسائي (٦٨)، المجروحين (١/ ١٤٥)، الكامل

الصفحة 8