كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)
(١/ ١٧٢) سؤالات السلمي (١ ٦)، سؤالات البرقاني (٣٢)، الأنساب (٤/ ٣٧٧)، تاريخ الإسلام (٦/ ٢٧ - ط الغرب)، اللسان (١/ ٤٩٦)].
وابن حبان في الثقات يروي بعض ما يسنده من طريق الفرياناني هذا؛ فلا أستبعد أن تكون هذه الرواية التي ذكرها عن ابن وهب في ثقاته؛ إنما تفرد بها عنه: الفرياناني؛ ومن ثم فلا يلتفت إليها، ولا يعتبر بها.
° قلت: وظاهر صنيع أبي داود: أنه يحتج لأحمد بهذا الحديث، وبالحديث الذي بعده:
قال عبد الله بن أحمد في مسائله لأبيه (٣٦٧): "سألت أبي عن سجود التلاوة كم هو؟
قال: خمس عشرة، وفي الحج سجدتين، فتلك خمس عشرة.
فقلت: يسجد بها في الفريضة كلها؟ قال: نعم، هو أوكد عندي.
قلت: وفي التطوع؟ قال: نعم كل سجدة يقرؤها في صلاة تطوع، أو فريضة، فهو أوكد أن يسجد في الصلاة".
وقال أيضًا (٣٦٩): "سمعت أبي يقول: يعجبنا أن يسجد فيها كلها، ومنها: اقرأ باسم ربك، والنجم، وإذا السماء انشقت، واسجد واقترب، في الحج سجدتان.
حديث عقبة بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهذه خمس عشرة سجدة، يعجبنا أن يسجد بها.
وقال علي: عزائم السجود أربع: ألم تنزيل السجدة، واقرأ باسم ربك، وحم، والنجم".
وقال ابن هانئ في مسائله (٤٨٨): "سألت أبا عبد الله -أو سئل- عن سجود القرآن؟
فقال: في الأعراف، وفي الرعد، وفي النحل، وبني إسرائيل، ومريم، والحج، والفرقان، والنمل، وتنزيل السجدة، وص، والنجم، وحم السجدة، وإذا السماء انشقت. وفي اقرأ، ويسجد في الحج سجدتين".
وقال إسحاق بن منصور في مسائله (٣٦٦): "قلت: هل في المفصل سجود: في النجم، وإذا السماء انشقت، واقرأ باسم ربك، وفي الحج سجدتان؟ قال: نعم".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٧٩): "قال الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يسأل كم في الحج؟ فقال: سجدتان؟
قال: نعم، رواه ابن لهيعة، عن مشرح، عن عقبة بن عامر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "في الحج سجدتان، فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما".
قال: وهذا توكيد لقول عمر، وابن عمر، وابن عباس؛ لأنهم قالوا: فضلت سورة الحج بسجدتين".
قلت: تصرف أحمد يدل على تقوية حديث عقبة بن عامر الآتي بعد هذا، وإن كان
الصفحة 9
590