كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 17)

هكذا جعلوه من حديث مجاهد عن ابن عباس.
* وخالفهما: هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، قال: نا العوام، عن سعيد بن جبير، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة {ص} وهو على المنبر، فلما أتى على السجدة قرأها، ثم نزل فسجد.
أخرجه سعيد بن منصور (٧/ ١٨٥/ ١٨٤٦) (٣/ ٥٠٥/ ٤٨١١ - النسخة الكاملة)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٧١/ ٤٢٦١) (٣/ ٤٣٣/ ٤٣١٥ - ط الشثري، و (١/ ٣٧٨/ ٤٣٥٦) (٣/ ٤٥٣/ ٤٤١٨ - ط الشثري). [المسند المصنف (١١/ ٦٦٥/ ٥٦٦٠)].
قلت: وهذا أقرب عندي إلى الصواب، من حديث حفص بن غياث وأبي خالد الأحمر، فلعله دخل لهما حديث في حديث، والله أعلم.
* وقد روى يوسف بن سعيد بن مسلم [ثقة حافظ]: نا حجاج [ابن محمد المصيصي الأعور: ثقة ثبت، من أثبت الناس في ابن جريج]، عن ابن جريج: أخبرني عكرمة بن خالد؛ أن سعيد بن جبير أخبره؛ أنه سمع ابن عباس، يقول: رأيت عمر قرأ على المنبر {ص}، فنزل فسجد، ثم رقى على المنبر.
أخرجه أبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (١١٤)، وعنه: الدارقطني (١/ ٤٠٧)، ومن طريقه: البيهقي (٢/ ٣١٩). [الإتحاف (١٢/ ٢٣١/ ١٥٤٧٤)].
قال ابن كثير في مسند الفاروق (١/ ٢٥٧): "إسناد صحيح".
قلت: نعم؛ هو موقوف على عمر بإسناد صحيح.
* وتابع عكرمة بن خالد على وصله: مصعب بن شيبة، عن سعيد بن جبير، قال: رأيت الضحاك بن قيس يسجد في {ص}، قال: فذكرته لابن عباس، فقال: إنه رأى عمر بن الخطاب يسجد فيها.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٧١/ ٤٢٦٧)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٥٤/ ٢٨١٤).
قلت: وهده متابعة جيدة لرواية عكرمة؛ فإن مصعب بن شيبة: ليس بالقوي، أخرج له مسلم في الشواهد والمتابعات ثلاثة أحاديث، وانتقى من حديثه ما يصلح للاستشهاد، كما هو الحال هنا، ومما يؤيد كونه حفظه على وجه الصواب هذه القصة التي ساقها بين سعيد وابن عباس [وقد سبق أن تكلمت على مصعب بن شيبة، وبينت حاله، وتكلمت على بعض أحاديثه، فيما تقدم من السنن: عند الحديث رقم (٥٣)، والحديث رقم (٢٣٧)].
* وهو ثابت من فعل عمر؛ من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس:
* فقد روى ابن جريج، قال: أخبرني سليمان [بن أبي مسلم] الأحول؛ أن مجاهداً أخبره؛ أنه سأل ابن عباس: أفي {ص} سجود؟ قال: نعم، ثم {وَوَهَبْنَا لَهُ} حتى بلغ {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}، قال: هو منهم. [إلى هنا ينتهي لفظ البخاري].
وقال ابن عباس: رأيت عمر قرأ {ص} على المنبر، فنزل فسجد فيها، ثم علا المنبر. [لفظه بتمامه عند عبد الرزاق، وهو ثابت].

الصفحة 95