كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)

٦٤/ ٢٤٤) و (١/ ٦٩/ ٢٦٦) (١/ ١٥٥/ ٢٠٩ - ط الصميعي) و (١/ ١٦٢ - ط الصميعي)، الجرح والتعديل (٢/ ٢٩٠)، الثقات (٢/ ٥)، الطبقات الكبرى (٣/ ٤٩٨)، الطبقات لخليفة بن خياط (٥٦٢)، تاريخ خليفة (١٦٧)، مستدرك الحاكم (٣/ ٣٠٢ - ٣٠٣)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (١/ ٢١٤)]، ومن سياق هذا الأثر الصحيح يتبين أن أبي بن كعب قد بقي إلى آخر زمن عثمان، حتى وقعت الفتنة، ويزيد ذلك تأكيداً، ما صح عن زر بن حبيش، قال: "وفدت إلى عثمان بن عفان فلقيت أبي بن كعب" [وهو حديث صحيح، أصله في مسلم (٧٦٢/ ٢٢٠). راجع تخريجه برقم (١٣٧٨)]، قال أبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ٢١٤) في وفاته: "وقيل: سنة ثلاثين في خلافة عثمان - رضي الله عنه -، وهو الصحيح؛ لأن زر بن حبيش لقيه في خلافة عثمان".
وقد روى خالد بن سُمَير [صدوق، له أوهام]، قال: قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري من المدينة - وكانت الأنصار تُفَقِّهُه - فحدثنا، قال: حدثني أبو قتادة الأنصاري - فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكر الحديث [تقدم برقم (٤٣٨)، وخالد بن سمير وإن كان قد وهم في هذا الحديث بعينه، وأتى فيه بزيادات منكرة، وقدَّم وأخَّر؛ إلا أن خبره عن عبد الله بن رباح في قدومه من المدينة إلى البصرة، وأن الأنصار كانت تفقهه، قد قبله البخاري وغيره، بشأن حال عبد الله بن رباح، ثم عقب البخاري بأنه قد أنكر عليه ما انفرد به عن جماعة الثقات عن عبد الله بن رباح، فقال: "لا يتابع في قوله: "من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها، ولوقتها من الغد""].
وموضع الشاهد من هذا النقل: أن عبد الله بن رباح مدني، وأنه قد حمل حديثه عن أهل المدينة، ومنهم أبي بن كعب، ثم إنه أنصاري، وأبي من الأنصار، وعليه: فهو بلدي له، ومن قومه، وقد اعتنى الأنصار بعبد الله بن رباح، فكانوا يفقهونه، وليس ذلك إلا لكونهم يرونه أهلاً لحمل العلم، وضبطه، ونشره، وهذا مما يجعلنا نثق بنقله عن أبي بن كعب، فيما رواه عنه من هذا الحديث، وذلك فضلاً عن توثيق الأئمة النقاد له، فقد وثقه النسائي والعجلي وابن سعد، وروى عنه جماعة من صغار التابعين [التهذيب (٢/ ٣٣٠)]، وقيل ليحيى بن معين: قتادة سمع من عبد الله بن رباح؟ قال: "نعم، يشبه" [سؤالات ابن الجنيد (٦٤٢)]، مما يدل على أنه كان كبيراً عنده، حتى إن قتادة يشبه أنه أدركه وسمع منه.
يبقى أن يقال: فما تقول فيما بينه وبين أبيِّ من تباعد سني الوفاة، فيقال: لعل عبد الله بن رباح أدرك أبياً، وهو صغير، فحمل عنه، ثم طال به العمر حتى حدث به أبا السليل، ولعل مسلماً كان عنده من القرائن الدالة على إدراك عبد الله بن رباح لأبي بن كعب مما لم نقف عليه، ولا سيما وهو يشترط المعاصرة التي تجيز للراوي إمكان السماع والمشافهة واللقاء.
وباجتماع هذه القرائن: فهو محمول على الاتصال، لكونه بلدياً له، ومن نفس قومه،

الصفحة 15