كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)
مغلطاي (٧/ ٣٤)، التهذيب (٢/ ٢٢٨)]؛ فرواية الجريري عنه أولى من رواية الغرباء؛ فهو أعلم بحديث أبي السليل من غيره، وهو من أروى الناس عنه.
* والحاصل: فإن حديث أبي بن كعب: حديث صحيح، صححه مسلم، وأبو عوانة، والحاكم، والبغوي، والجوزقاني، والله أعلم.
فإن قيل: ألا يعارضه حديث:
العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي بن كعب وهو يصلي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إيهِ أبيُّ، فالتفت أبيُّ ولم يجبه، ثم صلى أبيُّ فخفَّف، ثم انصرف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سلام عليك يا رسول الله، قال: " [وعليك السلام]، ويحك! ما منعك أبيُّ أن دعوتُك أن لا تجيبني"، قال: يا رسول الله! كنت في صلاةِ، قال: "فليس تجد فيما أوحى الله إليَّ أنِ {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}؟ "، قال: بلى، يا رسول الله، لا أعود، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتحب أن أعلمك سورةً لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ "، قال: نعم، أي رسول الله! قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأرجو ألا تخرج من هذا الباب حتى تعلمها"، أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي يحدثني، وأنا أتبظَّأ مخافة أن تبلغ الباب قبل أن ينقضي الحديث، فلما دنونا من الباب، قلت: يا رسول الله! ما السورة التي وعدتني؟ قال: "كيف تقرأ في الصلاة؟ "، فقرأت عليه أم القرآن، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده! ما أُنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت". وهو حديث صحيح، تقدم ذكره تحت الحديث رقم (١٤٥٨)، وقد سبق تخريجه مفصلاً بطرقه في فضل الرحيم الودود (٩/ ١٣٢/ ٨٢١).
فيقال: يحتمل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله مرتين، مرة عن أفضل سورة في القرآن، ما أُنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، ثم سأله مرة أخرى وفي واقعة أخرى عن أعظم آية في القرآن، واختلاف السياق يدل على ذلك، والله أعلم.
وله شواهد كثيرة، منها حديث ابن عباس:
رواه يحيى بن السكن، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعظم سورة في القرآن: البقرة، وأعظم آية فيها: آية الكرسي".
أخرجه الجوزقاني في الأباطيل والمناكير (٢/ ٣٦٢/ ٧١١).
قال الجوزقاني: "هذا حديث غريب حسن من حديث شعبة عن أبي إسحاق، لا أعرفه إلا من حديث يحيى بن السكن عنه".
وقال ابن أبى حاتم في العلل (٤/ ٥٨٤/ ١٦٥٧): "وسألت أبي عن حديث رواه يحيى بن السكن، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن التميمي [كذا]، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أعظم سورة في القرآن سورة البقرة، وأعظم آية آية الكرسي"؟
الصفحة 17
560