كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)

عن عبد الرحمن بن شريح، وعبد الرحمن بن شريح يكنى أبا شريح، وهو إسكندراني، وفي الباب: عن معاذ بن جبل".
وقال الطوسي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن شريح".
وقال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن سهل بن حنيف إلا بهذا الإسناد".
وقال البغوي في شرح السُّنَّة (١٠/ ٣٦٩): "وصح عن سهل بن حنيف، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... " فذكره.
قلت: إسناده مصري صحيح، والغرابة هنا محتملة؛ فإن عبد الرحمن بن شريح: إسكندراني ثقة، من الطبقة السابعة، روى له الجماعة، وهو محدث مشهور، روى عنه جماعة من ثقات المصريين كابن وهب وغيره، وروى عنه جماعة من ثقات الأئمة الغرباء كابن المبارك وغيره، وقد وثقه أئمة النقاد، مثل: أحمد وابن معين والنسائي وأبي حاتم والعجلي وغيرهم، فهو ممن يحتمل تفرده عن صاحبه سهل بن أبي أمامة، وهو: ثقة أنصاري مدني، نزل مصر، ومات بالإسكندرية، من الطبقة الخامسة، ولم يكن بكثير الأصحاب، حتى يستغرب تفرد صاحبه أبي شريح عنه، وقد صححه مسلم وأبو عوانة وابن حبان والحاكم والبغوي، واحتج به أبو داود والنسائي، وله شاهد صحيح من حديث أنس، واللّه أعلم.
وله شواهد، منها:
١ - حديث أنس بن مالك:
أ- رواه شيبان بن فروخ [الأبُلِّي، والأبلة من البصرة على أربعة فراسخ، وهو: صدوق، مشهور بالرواية عن حماد بن سلمة، مكثر عنه، كان محدث البصرة ومسندها، وقد أخرج له مسلم عن حماد أحاديث. الأنساب (١/ ٧٥)، السير (١١/ ١٠١)]، ومؤمل بن إسماعيل [صدوق، كثير الخطأ]:
حدثنا حماد بن سلمة: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من طلب الشهادة صادقًا؛ أعطيَها، ولو لم تُصِبْه". لفظ شيبان [عند مسلم].
وفي رواية له: "من سأل الله الشهادة صادقًا من قلبه؛ أعطيها، ولو لم تصبه".
ولفظ مؤمل [عند أبي يعلى وغيره]: "من سأل الشهادة صادقًا من قلبه؛ أعطاه الله أجر شهيد، وإن مات على فراشه".
أخرجه مسلم (١٩٠٨)، وأبو عوانة (٤/ ٤٩١/ ٧٤٤٩ و ٧٤٥٠)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٨٣)، وأبو بكر القاسم بن زكريا المطرز في فوائده (١٢١)، وأبو يعلى (٦/ ١٠٦/ ٣٣٧٢) و (٦/ ١٦٥/ ٣٤٤٦)، وأبو حامد ابن بلال الخشاب في جزء من حديثه (٢٨)، وأبو بكر الآجري في الثمانين (٣٢)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (٧١٣)، والدارقطني في الأفراد (١/ ١٦٣/ ٦٨٧ - أطرافه)، وأبو طاهر المخلص في الثالث من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٨٧) (٤٥٣ - المخلصيات)، والبيهقي في الدعوات الكبير

الصفحة 433