كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)
يفتقدون الخبر منه"، ثم أعاد حكمه هذا بنفس العبارة على ثلاثة أحاديث مروية بهذا الإسناد، كما ذكر أيضًا أنه كان يلقن، وقرنه في ذلك بهشام بن عمار وسليمان بن شرحبيل، فقال مرة عن حديث وصفه بأنه كذب: "ورأيت هذا الحديث في كتاب سليمان بن شرحبيل، فلم أكتبه، وكان سليمان عندي في حيز لو أن رجلًا وضع له لم يفهم، وكذلك هشام بن عمار؛ كل ما دفع إليه قرأه، وكذا كان هشام بن خالد؛ كانوا لا يميزون، وكان دحيم يميز ويضبط حديث نفسه" [انظر: علل الحديث لابن أبي حاتم (٧٢٩ و ١٨٧١ و ٢٠٢٨ و ٢٣٩٤ و ٢٤٦٢)].
وقال ابن حبان في المجروحين (١/ ٢٠١): "وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه، ويسوونه، فالتزق ذلك كله به"، ثم ضرب على ذلك مثالًا، بأحاديث يرويها هشام بن خالد الأزرق، عن بقية، عن ابن جريج، عن عطاء، ثم قال: "كلها موضوعة".
وقال ابن عدي بعد أن ذكر عدة أحاديث باطلة موضوعة تنسب لبقية، قال: "وهذه الأحاديث يشبه أن تكون بين بقية وابن جريج بعض المجهولين أو بعض الضعفاء؛ لأن بقية كثيرًا ما يدخل بين نفسه وبين ابن جريج بعض الضعفاء أو بعض المجهولين؛ إلا أن هشام بن خالد قال عن بقية: حدثني ابن جريج" [الكامل في الضعفاء (٢/ ٢٦٥ - ط العلمية)]، [وانظر في أوهامه أيضًا: علل الدارقطني (٩/ ١٥٧/ ١٦٨٩) و (١٤/ ٣٦٧/ ٣٧١٤)، أطراف الغرائب والأفراد (١٧٠ و ١٦٨٤ و ٢٦٨٥ و ٢٦٩٣ و ٣١١١ و ٤٤٥٨ و ٤٦٦٤ و ٤٨٢٩ و ٥١٠٠ و ٥٩٨٧ و ٦٠٩٨ و ٦٤٥٨] [وانظر: الميزان (٤/ ٢٩٨)].
والحاصل: أن محمد بن مصفى وهشام بن خالد كانا ممن يدلس حديث بقية ويسويه، فيسقطان الضعفاء من شيوخ بقية، ويصرحان بسماع بقية من شيوخه الذين لم يسمع منهم، واللّه أعلم.
وبقية بن الوليد: صدوق، مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجاهيل، وينفرد عنهم بالغرائب والمناكير، وهو: ثقة إذا حدث عن المعروفين وصرح عنهم بالتحديث، وسماعه غير متحقق في هذا الحديث.
*ورواه زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي [ثقة]، والوليد بن الوليد بن زيد القلانسي [قال أبو حاتم: "هو صدوق، ما بحديثه بأس، حديثه صحيح"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يروي عن الأوزاعي مسائل مستقيمة"، ثم أعاد ذكره في المجروحين، وقال: "يروي عن ابن ثوبان وثابت بن يزيد العجائب"، ثم ذكر له حديثًا قال بأنه لا أصل له من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: "وقد روى هذا الشيخ عن ابن ثوبان عن عمرو بن دينار نسخة أكثرها مقلوبة، يطول الكتاب بذكرها، لا يجوز الاحتجاج به"، وضعفه جدًا: الدارقطني وأبو نعيم الأصبهاني، وقد توبع هاهنا. الجرح والتعديل (٩/ ١٩)، الثقات (٩/ ٢٢٥)، المجروحين (٣/ ٨١)، ضعفاء الدارقطني (٥٦١)، الضعفاء لأبي نعيم (٢٦١)،