كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)
أخرجه أبو داود (٢٤٩٩)، والحاكم (٢/ ٧٨) (٣/ ١٦٤/ ٢٤٤٧ - ط الميمان (٣/ ٣٥٢/ ٢٤٤٤ - ط المنهاج القويم)، والبيهقي في السنن (٩/ ١٦٦)، وفي الشعب (٧/ ٩٠/ ٣٩٤٣)، وابن أبي عاصم في الجهاد (٤٤ و ٢٣٥). [التحفة (١٢١٦٥)، الإتحاف (١٤/ ٣٦٣/ ١٧٨٣٤)، المسند المصنف (٣١٣/ ٢٩/ ١٣٣٦٧)].
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
فتعقبه الذهبي بقوله: "ابن ثوبان لم يحتج به مسلم، وليس بذاك، وبقية بقية!، وعبد الرحمن بن غنم: لم يدركه مكحول؛ فيما أظن".
هكذا رواه أبو داود، وأبو بكر ابن أبي عاصم، وعبيد بن عبد الواحد بن شريك، عن عبد الوهاب بن نجدة، بإثبات ثابت بن ثوبان في الإسناد، ووقع عند الحاكم من طريق: أبي بكر الباغندي محمد بن محمد بن سليمان عن عبد الوهاب به، بدون ذكر: عن أبيه، وهو ثابت بن ثوبان.
قلت: والصواب مع من زاد رجلًا في الإسناد:
* فقد رواه حيوة بن شريح [الحمصي، وهو: من ثقات أصحاب بقية]، وإسحاق بن راهويه [ثقة حافظ إمام]، ومحمد بن مصفى:
ثنا بقية بن الوليد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، يرده إلى مكحول، إلى عبد الرحمن بن غنم الأشعري؛ أن أبا مالك الأشعري، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ... فذكر الحديث مطولًا.
أخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد (٥٣ و ٥٤)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢٨٢/ ٣٤١٨)، وفي مسند الشاميين (١٨٨) و (٣٥٣٩)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ١٩٠).
قلت: هما حديثان لبقية، كلاهما محفوظ عنه، وقد رواه محمد بن مصفى عن بقية بالحديثين، ونرجئ الكلام عن حديثه الآخر إلى موضعه من السنن، إن شاء اللّه تعالى، والآن نرجع مرة أخرى إلى حديث مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل:
فقد رواه محمد بن عيسى بن سميع: ثنا زيد بن واقد، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر؛ أن معاذ بن جبل حدثهم؛ أنه سمع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة، ومن سأل الله الشهادة صادقًا من قلبه في سبيل الله وجبت له الجنة، ومن جرح جرحًا في سبيل الله أو نكب نكبة، فإنها تجيء يوم القيامة من أفزر ما كانت، لونها كالزعفران، وريحها كالمسك، ومن خرج به جراح في سبيل الله طبع عليه بطابع الشهداء".
أخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ١٠٦/ ٢٠٧).
وزيد بن واقد: دمشقي، ثقة، من كبار أصحاب مكحول، توفي سنة (١٣٨)، ولا يُعرف له سماع من جبير بن نفير، ويدخل بينه وبين جبير بن نفير: مكحولًا، والأقرب أنه لم يدركه، فإن بين وفاتيهما ما يقرب من خمس وخمسين سنة، كما أنه لم يدرك كثير بن