كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)

الكبرى (٢/ ٨٠/ ١٢٢٧)]: أخذ بيدي رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إني لأحبك يا معاذ"، فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله، فقال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "فلا تدع أن تقول في كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
* ومن لطائف هذا الإسناد: رواية ثلاثة من التابعين سمع بعضهم من بعض: أبو عبد اللّه عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وهو تابعي كبير، هاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من اليمن، فلما قدم الجحفة أتاه الخبر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفن قبل خمس ليال، وصلى خلف أبي بكر الصديق، وسمعه وروى عنه، وعن معاذ، وعبادة بن الصامت، وبلال، ومعاوية، وأرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، روى عنه جماعة منهم: عطاء بن يسار، وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني، وقيس بن الحارث، وأبو عبد الرحمن الحبلي، وعبد الله بن محيريز، ويونس بن ميسرة بن حلبس؛ وأثنى عليه عبادة بن الصامت.
وأبو عبد الرحمن الحبلي عبد الله بن يزيد المعافري: تابعي ثقة، من الثالثة.
وعقبة بن مسلم التجيبي المصري: تابعي ثقة، من الرابعة.
وحيوة بن شريح بن صفوان التجيبي المصري: ثقة ثبت فقيه، من الطبقة السابعة.
* ثم هو مسلسل بالوصية بين هؤلاء التابعين الثلاثة: فقد أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك معاذًا، وأوصى بذلك معاذٌ الصنابحيَّ، وأوصى به الصنابحيُّ أبا عبد الرحمن، وأوصى به أبو عبد الرحمن عقبةَ بنَ مسلم.
ورواه أبو نعيم في الحلية (١/ ٢٤١) و (٥/ ١٣٠) بإسناد صحيح إلى: أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد [ثقة]، عن حيوة بن شريح به، وفي آخره: وأوصى به معاذ الصنابحي، وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن، وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة، وأوصى عقبة حيوة، وأوصى حيوة أبا عبد الرحمن المقرئ، وأوصى أبو عبد الرحمن المقرئ بشر بن موسى، وأوصى بشر بن موسى محمد بن أحمد بن الحسن، وأوصاني محمد بن أحمد بن الحسن، قال الشيخ رحمه الله: وأنا أوصيكم به. قلت: ورجاله كلهم ثقات، مسلسل بالسماع والوصية.
قلت: والمسلسل بالوصية أقوى من المسلسل بالمحبة، والذي تفرد به: الحكم بن عبدة الرعيني، عن حيوة، والحكم: مستور، قاله ابن حجر في التقريب، فقد أخرجه من طريقه: ابن أبي الدنيا في الشكر (١٠٩)، ومن طريقه: البيهقي في الشعب (٤٠٩٧)، وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (١/ ١٣٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٤/ ٢٨٤ و ٢٨٥) و (١٥/ ٢٥)، وفي آخره: وقال الصنابحي: قال لي معاذ: إني أحبك، فقل هذا الدعاء. قال أبو عبد الرحمن: قال لي الصنابحي: وأنا أحبك فقل. قال عقبة: قال لي أبو عبد الرحمن: وأنا أحبك، فقل. قال حيوة: قال لي عقبة: وأنا أحبك، فقل. قال أبو عبدة: قال لي حيوة: وأنا أحبك، فقل. قال عمرو: قال لي أبو عبدة: وأنا أحبك، فقل ... . وهكذا إلى منتهى السند.

الصفحة 449