كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)
٩٤٨٥)، الإتحاف (١٠/ ٤٠٤/ ١٣٠٣٧)، المسند المصنف (١٨/ ٤٧٣/ ٨٦٩٣].
وهذا مختصر من أصله المطول، لكن بزيادة الاستغفار ثلاثًا، ففي أصله المطول من رواية عبيد الله بن موسى [عند البخاري (٥٢٠)]: فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة، قال: "اللَّهُمَّ عليك بقريش، اللَّهُمَّ عليك بقريش، اللَّهُمَّ عليك بقريش"، هكذا كرر الدعاء ثلاث مرات، وليس فيه ذكر للاستغفار، فهو حديث صحيح بتثليث الدعاء، دون ذكر الاستغفار؛ فإنه شاذ؛ ولا أستبعد أن يكون الوهم من أبي إسحاق نفسه، حدَّث به وقت التغير، فإنه لما اختصر الحديث زاد فيه تثليث الاستغفار، ولم يأت أبو إسحاق بهذه الزيادة حين حدث به عامة أصحابه، فقد رواه عنه مختصرًا بدون الزيادة: سفيان الثوري [وهو أثبت الناس فيه]، وزهير بن معاوية [في المحفوظ عنه]، وزكريا بن أبي زائدة، وسليمان بن قرم، فضلًا عن كون الاستغفار غير وارد في عامة طرق الحديث المطول.
٢ - سفيان الثوري [وعنه: زيد بن الحباب، وجعفر بن عون، وهما ثقتان]، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستحب إذا دعا أن يدعو ثلاثًا.
أخرجه الطبراني في الدعاء (٥٢)، والدارقطني في العلل (٥/ ٢٢٨/ ٨٣٨).
وهذا حديث صحيح، وهو مختصر من أصله المطول دون زيادة في المعنى، انظر رواية سفيان المطولة، وموضع الشاهد منه: وكان يستحب ثلاثًا [يعني: الدعاء]، قال: "اللَّهُمَّ عليك بقريش" ثلاثًا.
٣ - زهير بن معاوية [وعنه: أبو داود الطيالسي، وأحمد بن عبد اللّه بن يونس، وزائدة بن قدامة، وهم ثقات]، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد اللّه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو ثلاثًا، ويستغفر ثلاثًا. لفظ الطيالسي [في مسنده، ومن طريقه: البيهقي].
ولفظ ابن يونس [عند الشاشي]: كان أحب الدعاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثلاث، أن يدعو بثلاث.
ولفظ زائدة [عند الطبراني]: كان أحب الدعاء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو بثلاث. ولفظه عند الحاكم: كان إذا دعا دعا ثلاثًا.
أخرجه الطيالسي (٣٢٥)، والهيثم بن كليب (٢/ ١٣٨/ ٦٧٨)، والطبراني في الدعاء (٥٣)، والحاكم في المعرفة (٢٢٠)، والبيهقي في الدعوات الكبير (٣١٩).
وهذا الحديث لم يرد معناه في أصله المطول عند الشيخين وغيرهما، لكنه محفوظ بتثليث الدعاء، وشذ الطيالسي بذكر الاستغفار؛ فإنه لا يحفظ في أصل الواقعة، وقد رواه عن زهير ثقتان حافظان ضابطان بدون زيادة الاستغفار.
* تنبيه: هكذا رواه الحسن بن علي بن عفان [ثقة]، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان [ثقة، قال ابن حبان: "كان متقنًا، كنيته أبو سعيد، عداده في أهل البصرة".